ثقافة وفن

الأديب الدكتور نزيه بدور لـ”البعث ميديا”: أنا لا استورد شخصيات من المريخ

روائي وقاص، ورئيس النادي السينمائي بحمص، ورئيس جمعية العاديات بحمص، وعضو اتحاد الصحفيين، ودكتور في جامعة البعث بحمص. هذا هو الروائي والقاص  الدكتور: نزيه بدوّر، ورشة عمل في رجل واحد.

استطاع خلال سنوات قليلة أن يجد لذاته الأدبية تلك البصمة التي استوقفت الكثير من النقاد والأدباء للوقوف عند تجربته الإبداعية، ميزة أدب نزيه بدور أنها تنتمي إليه ولا لأحد سواه، تقول مقولتها وتمضي غير آبهة بما يعيره الآخر لها، لعّل ذلك سر نجاح وتميز الدكتور نزيه بدور:

  • كثير من الأدباء بدؤوا بكتابة القصة القصيرة.. ومن ثم اتجهوا نحو الرواية. أنت فعلت العكس. لماذا؟

الرواية بالنسبة لي كانت سيرة ذاتية بنهاية مأساوية، أول مواجهة مع الورق الأبيض والحبر الأسود، قصة طويلة أفرغت فيها كل أوجاع الطفولة والفقر والخيبات والإحباط، وضعتها على صفحات رواية وارتحت منها.

  • في روايتك (إعلان مقتل الدكتور علي) ثمة أحزان تكاد تكون مدمرة على المستوى العام لأجواء الرواية. لماذا ؟

نحن جيل الستينيات منذ الطفولة منذ طفولتنا المبكرة واجهنا الانكسارات والهزائم، كنت في الصف الأول عندما حصلت نكسة حزيران، في الصف السابع كنت عندما حصلت حرب تشرين التحريرية، وهي من أجواء ومناخات روايتي: (إعلان مقتل الدكتور علي) كانت النكسة مؤلمة، وبهجة النصر في تشرين ضاعت بخيانة الأشقاء واتفاقيات الذل، وكما قال سعد الله ونوس: (سرقت إسرائيل خمسين عاما من أعمارنا). هكذا هي أجواء الرواية. إنها كما عنونتها يا صديقي أحمد في مقال لك: حزن مدمر حتى الموت.

  • أبطال قصصك في مجموعتك (على شفا حب) ينتمون إلى الطبقة الارستقراطية. مارأيك ؟

هم ليسوا ارستقراطيين، بل هم مثقفون يحبون الحياة ويسعون إليها، وللرفاه فيها ويظنون أنهم يستحقون حياة أفضل، لربما أجواء المجموعة توحي بمناخات ارستقراطية، لأن الحب ليس من ثقافتنا وكأنه كماليات لمتطلبات الإنسان، وأهمها الطعام والشراب والدفء، ثقافتنا العربية منذ قيس وجميل بثينة وعنترة، لا تعترف بالحب، وكان الشاعر الذي يعلن عن حبه لامرأة بقصيدة يمنع من الزواج منها، وهكذا وجدنا أدبا وشعرا اسمه الحب العذري والذي يحمل في طياته اليأس من لقاء الحبيب. في قصصي على شفا حب، قدمت نماذج من لحم ودم تنتمي بكل أبعادها للطبقة المثقفة، وكانت الحقيقة المرآة الصادقة لتلك الشخصيات،للكشف عن جوانيتها، وأبعادها الداخلية.

  • أحد عشر عاما أمضيتها في روسيا، وعدة سنوات في ليبيا. هل انعكست تلك التجربة الحياتية على إبداعاتك؟

نعم انعكست الثقافة الروسية على كتاباتي، أنا تلميذ في مدرسة تشيخوف، وعاشق للموسيقى والسينما واللوحة والحياة، هذا نتاج تأثري بالثقافة الروسية.

  • تلمسنا تكنيك حداثوي استخدمته من خلال السرد الروائي، بالاعتماد على الـ(فلاش باك)؟

أميل روائيا لأسلوب الخطف خلفا، أحب ان يعرف القارئ مصير البطل منذ الصفحات الأولى، ليتفرغ للتأمل بتفصيلات الأحداث وخلفياتها، وهذا الأسلوب صار معروفا، ولكن السرد المتعدد الأصوات والأزمنة يسحرني.

  • أرى أن الرواية قد أصبحت ديوانا للعرب، بدلا عن الشعر. مارأيك ؟

الشعر لم يغب عن مكانه ودوره، وان كان قد تراجع في بعض الأحايين. الرواية الآن هي التي تتسيد معظم الأجناس الأدبية، في شتى أصقاع العالم، لعّل السبب المهم فيها، إنها منفتحة على كل الأجناس الأدبية وتنهل من إبداعاتها . وتحاكي الوجع والقهر والأمل الإنساني، والبقاء على ديمومة الحياة، وسيرورتها  وصيرورتها.

  • من أين تستوحي أفكار وشخصيات عوالمك الأدبية ؟

من الواقع تارة، ومن طموحاتي تارة أخرى، شخصياتي من لحم ودم، أنا لا أستورد شخصيات من المريخ.

  • ما هي الطقوس التي تمارسها أثناء الكتابة ؟

استيقظ حين ينام الناس، في الثالثة صباحا أنتظر انبلاج الفجر، في السادسة صباحا يحين موعدي مع مشاهدة فيلم سينمائي عل قرص مدمج، باستخدام جهاز إسقاط على الجدار يضعني في أجواء شبيهة باجواء صالة سينما، ثم اعد فكرة أو مخطط لرسم ملامح شخصية لقصة ما أو لرواية ما،و تغزل مغازلها في بنات أفكاري. ثم أمضي إلى حيث طلابي في الجامعة.

  • ماذا تخبئ لنا في قادمات الأيام؟

كتاب حول تاريخ الكتابة بعنوان (الحرف المقدس) وأتمنى إعادة نشر كتاب (تقنيات السرد بين الرواية والسينما). ثمة في الأفق أيضا عمل روائي لن أعلن عنه الآن، إضافة لبعض القصص القصيرة.

البعث ميديا || خاص  – حوار: أحمد عساف

One thought on “الأديب الدكتور نزيه بدور لـ”البعث ميديا”: أنا لا استورد شخصيات من المريخ

  • د. نزيه بدور

    شكرا لكم

Comments are closed.