ثقافة وفن

الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو: أحلام بلا ضفاف

من الظواهر الثقافية الفنية والاجتماعية التي ظهرت منذ سنوات قريبة في سورية الحبيبة، ظاهرة المنتديات والملتقيات الأدبية والفنية، والتي تنتمي إلى شرائح اجتماعية تعمل في خط مواز للفعل الثقافي،الذي تقوم به المؤسسات الرسمية في البلد كالمراكز الثقافية وغيرها، وإن كان لكل منها خصوصيتها ومنهجها وجمهورها، لكنها في النهاية، تصب جميعها في نهر الثقافة السورية الخالد .

هي ملتقيات عديدة لم تظل رهينة لإطار العاصمة دمشق، وإنما أصبح لها حضورها في عدة محافظات ومدن سورية… منها الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو.

“البعث ميديا” زار هذا الملتقى وتجول في أروقته، والتقى مع بعض المشرفين عليه وسجلت لكم الحوار التالي:

التقيت مع مجموعة من المشرفين على الملتقى. البداية كانت مع الفنان عامر الحلو (فنان ضوئي) ومدير قسم التصوير الضوئي بالملتقى. عن تأسيس هذا الملتقى والمناسبة قال: في العام2013 صدف وان سقط جزء كبيرة من شجرة (الدلبة (بطول10 أمتار)  بادر حينها المحامي وائل صباغ، مدير الملتقى، على أن لا يذهب أي غصن من هذا الجزء الذي سقط منذ قليل، للحطب وينتهي للرماد، فقام بمبادرة تحويل هذه الأجزاء التي سقطت على الأرض إلى أعمال نحتية، فكان ملتقى للنحت ناجح، قام بتشكيل أول عمل نحتي رائع تحت جذع الشجرة النحات السوري علاء محمد. وشارك عدد كبير من النحاتين والنحاتات السوريات في الملتقى، وأصبح تقليد سنوي لملتقى النحت في ساحة (الدلبة).

الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو: أحلام بلا ضفاف

يضيف الفنان عامر الحلو: ثم توسعت الفكرة لأن يكون الملتقى ثقافي شامل فأصبح يضم تحت جناحيه شتى أنواع الفنون والآداب من تصوير ونحت وخزف وشعر وقصة ومسرح وموسيقى وفرقة كورال… إضافة لعدد من الدورات في الفنون للكبار والصغار.

وسألته عن شجرة (الدلبة) فقال: هي أكبر شجرة في المشتى، عمرها يعود لأكثر من 400 سنة… ثم أضاف أن المشاركين في الملتقى ليسوا من المشتى فقط بل من عدة مدن ومحافظات سورية.. وفي كثير من أنشطتنا نأخذ رعاية وزارة الثقافة… والمهرجان دائما يكون تحت رعاية السيد محافظ طرطوس.

المهندسة غدير حنا، من أسرة الملتقى، تقول: نقسم أنشطة ملتقانا حسب فصول السنة فملتقى النحت يقام كل صيف، كذلك الرسم، أيضا يقام معرض للرسم وبعد الانتهاء من رسم اللوحات، يتم تعليق اللوحات على أروقة وشرفات الملتقى وسلالمه، والنحت يقام تحت وفي ظلال شجرة الدلبة وساحتها.

تضيف غدير أن الرسم والنحت يقامان  بمشاركة فنانين معروفين من سورية. ونقيم الأمسيات الشعرية والأدبية في قاعة (كنيسة السيدة) لسعتها وجمالية صالتها، وموقعها في وسط المشتى) وعن ملتقى التصوير الضوئي يضيف الفنان عامر الحلو: نادي التصوير الضوئي في الملتقى تأسس حديثا منذ سنتين، أقمنا معارض في المشتى وفي طرطوس ولاقت اهتماما لافتا، وفي قادمات الأيام سنعرض في مصياف.

من جانبه أوضح لنا حسان جرجس: (أن فريق عمل النادي يعمل كخلية نحل، وهم ومنذ تأسيسه يسعون لتطوير آليات العمل فيه والسعي قدر الإمكان لكسب أكبر عدد من الجماهير من مختلف المشارب والأعمار).

ثم يضيف عامر وغدير: أن شجرة الدلبة التي تحولت إلى رمز إلى مشتى الحلو سيظل ملتقى النحت تحت فيئها يبدع أجمل الحكايا السورية… والمشتى بساحاتها وشوارعها تحتضن بحب اعمال النحاتين السوريين .

أضافا أيضا أنهم يقيمون حملات تشجير، وحملات تقليم مدروسة، ورحلات مسير(بين الـ6 إلى ال10 كم): نعرف فيها عن الذي يحيط بنا من طبيعة وتضاريس وغيرها .ندعو إليها من كل الجوار للمشتى،من صافيتا والكفرون والدريكيش…

أضافت غدير حنا أنهم قاموا باستئجار طابق ثاني، يكون بمثابة معرض فني دائم لأعمال الفنانين السوريين.

أما مديرة الإعلام في الملتقى: رانية عنتر، فقالت: “أنا لست خريجة إعلام لكنني أقوم برسالتي بصدق اتجاه، هذا الملتقى الذي أحس فيه انه بيتي الثاني  دوري بهذا الملتقى أن أوصل رسالة الملتقى ونشاطاته بكل جهد حثيث لكل سوري في البلد، أو في المغترب.. كنت في المغترب وعدت واعتقد جازمة أن بلدنا من أجمل بلدان العالم، وانه علينا أن نقدم لها الكثير، لنرد لها جزء بسيط مما قدمته لنا. تضيف رانية: لا أبالغ إذا قلت أنني خلال فترة بسيطة استطعت أن أوصل ولو القليل من فعاليات، الملتقى عن طريق (الفيس بوك) وعن طريق أصدقاء الملتقى.. وصفحتنا الخاصة بنا ملتقى المشتى الثقافي.. كذلك أصبح لدينا صفحة على اليوتيوب.

وعن جديدهم في الملتقى يقول لي الفنان عامر الحلو: أنهم كل يوم اثنين في السادسة مساء، يعرضون (فيلم سينمائي) هو يلاقي حضور متميز وهام، ويتم فتح بواب الحوار مع الحضور حول الفيلم.

 

البعث ميديا || خاص – تحقيق وحوار : أحمد عساف