محليات

برسم محافظة دمشق.. المشروع 66 حين لا ينفع التبرير

ما تزال الأعمال في مشروع الـ 66 بمنطقة خلف الرازي، تسير بوتائر بطيئة جداً، قياساً للدعم الكبير الذي يلاقيه من أعلى المستويات الحكومية والرسمية، فالمشروع وبحسب المسؤولين عنه سيكون نموذجاً يحتذى به في عملية إعادة الإعمار التي تتحضر سورية لإطلاقها خلال الفترة القادمة، سواء من حيث التخطيط والتنفيذ أو من حيث التقنيات المستخدمة فيه لأول مرة في سورية أو الحداثة العمرانية التي تواكب أحدث التطورات في العالم..

وللأمانة فإن المطروح من أعمال وخدمات في مدينة “ماروتا” الاسم المعتمد له   يضاهي ما يوجد في أكثر المدن العالم تطوراً، ولكن متى ستجد هذه الأعمال طريقها إلى التنفيذ في الوقت المحدد، هل سيكون مصيرها.. كمصير السكن الشبابي أو مشروعات جمعيات التعاون السكني..؟!!

فبعد خمس سنوات من إطلاق المشروع عبر المرسوم التشريعي رقم 19 والذي كان نوعياً وشاملاً لمعالجة أي ثغرة ممكن أن تتعرض الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع والممثلة بمحافظة دمشق.. إلا أن العثرات ما تزال تلاحقه من تأخير تارة في التنفيذ مراحل، وتارة عبر دمج مراحل بمراحل تحت عناوين غير مقنعة.. رغم وجود جداول زمنية معلنة مسبقاً من قبل إدارة المشروع.

والأخطر في كل ذلك حتى الآن هو مسألة السكن البديل والتي كفل المرسوم التشريعي عبر المادة “44 ” منه، تأمينه للسكان الذين أخلوا من المنطقة في مدة لا تتجاوز أربع سنوات، والذي لم يتم البدء به حتى الآن، بل المطروح لتنفيذه اليوم ربما يحتاج إلى عام تقريباً لانطلاقه، بعدما كشف المعنيين في إدارة المشروع أن المنطقة التنظيمية الثانية والمحددة في منطقة “اللّوان” ستكون مكاناً لتشييد السكن البديل.. والسؤال لماذا تم تغيير المكان المحدد لإقامة السكن البديل من المنطقة الأولى إلى الثانية؟؟..وإذا لم نتمكن بعد سنوات من العمل على إطلاقه في المنطقة الأولى وهي بوضعها الراهن.. هل يمكن تنفيذه فوراً في منطقة ما يزال قاطنيها موجودين فيها وهم أيضاً مشمولين بالسكن البديل..؟ ما هي المبررات لذلك؟ هل هناك من يحاول تضييع مسألة السكن البديل على المستفيدين رغم أن المشّرع كفل ذلك..؟

فالقول عبر وسائل الإعلام أن هناك 8188 دعوى تم حلها، وأنه يوجد “صفر” اعتراض على العمل في المشروع، غير مقنع نهائياً، فالاعتراضات ما تزال موجودة وبحاجة إلى معالجة سريعة من القائمين على المشروع، وما عرضه التلفزيون العربي السوري عبر فضائيته في برنامجه “المواطن والمسؤول” يؤكد ذلك.

لاشك أن مشروع 66 هو نقلة نوعية وغير مسبوقة في عمران مدينة دمشق، وتنفيذه في المدد الزمنية وبالطريقة وبالأسلوب الذي اختاره المشّرع سيكون نموذجاً عالمياً لتضافر العمل الأهلي والرسمي في إعادة إعمار سورية في المرحلة المقبلة..

وهذا يتطلب من القائمين على العمل في محافظة دمشق بذل جهود كبيرة وجبارة لتظّهير هذا العمل الإستراتيجي على أرض الواقع وفي المهل والمدد الزمنية المحددة، وإلا فإننا سنقع في محظور التأخير والانتظار وضياع الحلم.

تقرير- سنان حسن