عرابو “أوسلو” .. السباحة عكس تيار المقاومة والكفاح
على الرغم من الموقف الأمريكي الوقح في المضي قدماً حتى النهاية في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والتهديد والوعيد لكل دولة صوتت على قرار الجمعية العامة ببطلان إجرائها، إلا أن مسؤولي سلطة أوسلو مازالوا يتمسكون بالوهم ويعلنون مواقف مخزية بحق قضيتهم… عبر التمسك بالمفاوضات العبثية كخيار أول وأخير، ضاربين بعرض الحائط كل دعوات القوى والفصائل الوطنية لتوحيد الصفوف لإطلاق انتفاضة شعبية ثالثة تجبر العدو الصهيوني وداعميه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة على التراجع عن قراراتهم الجائرة بحق فلسطين والفلسطينيين..
ولعل في موقف مسؤول ملف المصالحة في سلطة أوسلو خير دليل ذلك.. والذي أكد أن تطبيق المصالحة مازال صفر بالمئة، لأن السلطة لم تتمكن أمنياً في قطاع غزة حتى الآن… مطالباً بتسليم كل السلاح..
ففي الوقت الذي يتحضر فيه كيان الاحتلال الصهيوني لطرد كل الفلسطينيين والهيئات من القدس المحتلة، يسعى مسؤولو السلطة لتجريد المقاومة من سلاحها، وكأننا في تكامل أدوار بين الطرفين.. ألم يتعظ هؤلاء بعد أربعة وعشرين سنة من المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني أن كل وعوده كاذبة وغير قابلة للتطبيق.. فحتى الـ22% من مساحة فلسطين المحتلة التي وقعوا عليها في أوسلو لم يعطهم منها سوى 11% طبعاً مكبلة بالقيود الأمنية والفصل فيما بينها!!
إن الاستمرار سلطة أوسلو بالهرولة خلف مفاوضات عبثية مع العدو الصهيوني ووعوده الوهمية، سيقضي على ما تبقى من القضية الفلسطينية، والحل بتوحيد الصف الداخلي ونسيان المشاكل الجانبية والاستفادة من اللحظة الراهنة على الرغم من مرارتها، وإطلاق انتفاضة شعبية ثالثة يكون في مقدمة أهدافها استعادة الحقوق كاملة وإقامة دولة فلسطين المستقلة من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس المحتلة بأقصاها وكنيستها وأبوابها وأحيائها التاريخية.
فهل يستفيق مسؤولو أوسلو من ثُباتهم أم يواصلون سباحتهم عكس تيار المقاومة والكفاح المسلح؟
سنان حسن