الشريط الاخباريدولي

أوروبا وتركيا.. مد وجزر في علاقات دبلوماسية متوترة

موجة توتر غير مسبوقة تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين النظام التركي والدول الأوروبية منذ مطلع العام الماضي مع حملة مسعورة أطلقها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لإحكام سيطرته على تركيا قابلها تجاهل أوروبي تارة وانتقادات لاذعة تارة أخرى.

حدة التصعيد بين النظام التركي وأوروبا اشتدت بعد أن تهجم أردوغان في تصريحات عدة له على دول أوروبية منعت تجمعات كان يسعى لإقامتها في عدد من المدن الأوروبية من أجل الترويج للتعديلات الدستورية التي فرضها في نيسان الماضي بما يسمح له حكم تركيا بشكل منفرد ووضع جميع أجهزة الدولة تحت سيطرته المطلقة للهيمنة على الحكم.

سياسة أردوغان الرعناء أدت إلى نشوب أزمة دبلوماسية مع هولندا ازدادت حدتها لتصل إلى إعلان وزارة الخارجية الهولندية اليوم سحب سفيرها لدى تركيا بشكل رسمي وإيقاف المحادثات مع النظام التركي ورفضها تعيين سفير تركي جديد لديها.

توتر العلاقات التركية الهولندية جاء بعد أن طردت سلطات النظام التركي السفير الهولندي في آذار الماضي ردا على منع امستردام مسؤولين أتراكا من دخول الأراضي الهولندية لخوض حملة دعائية تروج لتعديلات أردوغان على الدستور.

أردوغان صعد من حملاته ضد المسؤولين الأوروبيين مستخدما تعابير مثل “النازية والفاشية” لوصف عدد منهم وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فيما زادت حدة التوترات بين تركيا وألمانيا وتدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى في تاريخها بعد إقرار مجلس النواب الألماني عام 2016 قانونا يصنف مجازر الأرمن التي ارتكبها الحكم العثماني بأنها “إبادة” .

وتوالت التوترات بين تركيا وألمانيا بعد أن ألقت سلطات أردوغان القبض على الصحفي الألماني دينيز يوجيل في تركيا وسجنته عشرة أشهر دون تقديم مذكرة اتهام ضده لتأتي حادثة إلغاء خطابات وزراء ونواب أتراك في ألمانيا أمام تجمعات لتأييد التعديلات الدستورية التي توسع سلطات أردوغان وتشعل فتيل أزمة جديدة بين الطرفين.

تداعيات محاولة الانقلاب ضد أردوغان في الـ15 من تموز عام 2016 ألقت بظلال ثقيلة على العلاقات بين تركيا والدول الأوروبية التي انتقد عدد منها الحملة الانتقامية الواسعة التي شنها رئيس النظام التركي ضد خصومه ومعارضيه بحجة الانقلاب واعتقل خلالها آلاف الأشخاص.

وليس بعيدا عن كل هذا التوتر ما تشهده مدن أوروبية عدة من تظاهرات ضد العدوان الذي يشنه نظام أردوغان على منطقة عفرين السورية.

اليوم وخلال زيارته إلى الفاتيكان وإيطاليا نشرت السلطات الإيطالية زهاء 3500 شرطي تحسبا للاحتجاجات التي ستشهدها روما رفضا لزيارة أردوغان فيما أغلقت جميع مداخل ساحة القديس بطرس وخلت من المارة ومنع دخول المتظاهرين إلى منطقة واسعة في وسط روما طوال 24 ساعة.

ورغم ذلك تجمع عشرات الأشخاص ظهرا بالقرب من الفاتيكان للتعبير عن رفضهم لعدوان النظام التركي على عفرين ورفعوا لافتات كتب عليها “في عفرين ترتكب حاليا جريمة ضد الإنسانية”.

ومن بين الأسباب التي اعتبرت جزءا من التوتر الحاصل بين أردوغان ومختلف الدول الأوروبية أيضا مواصلته ابتزاز الأوروبيين فيما يتعلق بمسالة المهاجرين غير الشرعيين والاتفاق الذي وقعه معهم العام قبل الماضي بشأن وقف تدفق هؤلاء المهاجرين مقابل مكاسب مالية يحصل عليها وإلغاء تأشيرات دخول الأتراك إلى أوروبا والاسراع في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وتشير معلومات كشفها مسؤولون أوروبيون وتقارير استخباراتية إلى تورط نظام أردوغان الداعم للإرهابيين في سورية والمنطقة بافتعال أزمة المهاجرين إلى أوروبا.

وما زالت تركيا تتجه فى عهد أردوغان نحو الأسوأ في ظل سياسات فاشلة قائمة على القمع والفساد والتعاون الوثيق مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” والتي قدم لها رئيس النظام التركي أراضي بلاده كممر ومقر ودعمها بالمال والسلاح متجاهلا تبعات هذه السياسة الرعناء على تركيا والمنطقة برمتها.