الشريط الاخباريعربي

وزير الخارجية الأمريكي يصل بيروت.. لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين

وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بيروت، وسط ترقّب شديد من قبل الحكومة اللبنانية للتطوّرات الجارية عند الحدود الجنوبية، في ظل التهديدات “الإسرائيلية” بشأن الحقول النفطية، والجدل بشأن الجدار الإسمنتي الذي تقيمه عند الخط الأزرق في جنوب لبنان.

زيارة تيلرسون إلى لبنان، وهي الزيارة الأولى على هذا المستوى منذ زيارة سلفه جون كيري، في العام 2014، تأتي في إطار جولة إقليمية يقوم بها، تشمل الأردن وتركيا ومصر والكويت.

ومن المتوقع أن يجري تيلرسون، محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ووزير الخارجية جبران باسيل، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً في السراي الحكومي في ختام زيارته التي تستمر بضعة ساعات.

الحكومة اللبنانية أرجأت موعد انعقاد جلستها الأسبوعية، حتى مساء اليوم، لكي يتسنّى لرئيسها إطلاع الوزراء على نتائج زيارة الوزير الأميركي، خصوصاً أن جدول الأعمال يتضمن نقاشاً بشأن التهديدات “الإسرائيلية” الأخيرة للبنان، والاعتداءات المتصاعدة على سيادته.

الوزير الأمريكي استبق زيارته للبنان بسلسلة مواقف، أكد خلالها أن الولايات المتحدة ستستمر في لعِب دور يقوّي حكومة مستقلّة في لبنان، مطالباً إيران “بسحب قواتها” من سورية ولبنان واليمن والعراق، معتبراً أن وجودها في تلك البلدان يشكّل عاملاً لعدم الاستقرار.

مصادر دبلوماسية وسياسية لبنانية متقاطعة أفادت بأن محادثات تيلرسون في لبنان تشمل شقين، الأول إقليمي ويتضمن شرح خلفيات قرار ترامب، بشأن إعلان القدس عاصمة للكيان، حيث من المتوقع أن يعيد التأكيد على المسؤولين اللبنانيين ما سبق أن قاله خلاله محادثاته في مصر، ومفاده أن القرار لا يلغي حل الدولتين، بالإضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة بـ” مكافحة الإرهاب”.

أما الشق الثاني، بحسب المصادر، فيتعلق بالقضايا الخاصة بلبنان، ومن بينها قضية العقوبات على “حزب الله”، والتي كانت موضع حراك سياسي أميركي خلال الفترة الماضية، تمثلت في زيارات عدّة قام بها مسؤولون أميركيون إلى بيروت، إلى جانب التشديد على ضرورة وقف التوتر بين لبنان والكيان الصهيوني، بعد التطورات الأخيرة التي طرأت على هذا الملف.

في المقابل، تقول المصادر المتابعة للزيارة، إنّ الجانب اللبناني سيطرح أمام تيلرسون، “الموقف الموحّد” تجاه ما يقوم به كيان الاحتلال، سواء لجهة التهديدات التي أطلقها على لسان وزير دفاعه افيغدور ليبرمان بشأن الحقول النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، أو لجهة استمرارها في محاولة تغيير الوقائع على الأرض، من خلال الجدار الإسمنتي الذي بدأت بتشييده عند الخط الأزرق المختلف عليه بين الجانبين عند الحدود.

هذا الملف كان موضع نقاش بين المسؤولين اللبنانيين ومساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، الأسبوع الماضي، مع العلم بأن الأخير يرافق تيلرسون في زيارته للبنان.

وبحسب ما رشح من معلومات عن اللقاءات التي أجراها المسؤول الأميركي، والتي يفترض أن تخيّم على جدول أعمال محادثات تيلرسون، فإنّ الجانب الأميركي عرض اقتراحاً بشأن الخط البحري، ويتمثل في العودة إلى الحدود التي اقترحها المنسق الأميركي السابق الخاص بشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف، والذي بات يعرف إعلامياً باسم “خط هوف”.

وكان لبنان أبدى رفضه القاطع لهذا الاقتراح، الذي يقتطع 40% من الرقعة النفطية رقم 9، حوالي 860 كيلومتر مربع، التي جرى تلزيم ثلاث شركات – روسية وفرنسية وايطالية – بأعمال التنقيب والحفر فيها، الأسبوع الماضي.

وكان الرؤساء الثلاثة في لبنان قد استبقوا زيارة تيلرسون، بعقد اجتماع طارئ، تضمن نقاشاً مفصلاً بشأن الوضع عند الحدود، وخلص إلى موقف موحد يفترض أن يبلّغ للوزير الأميركي.

الرؤساء الثلاثة، بحسب مصادر مواكبة للاتصالات الجارية، حددوا الموقف اللبناني “الحاسم” برفض أي تعديلات قد تفضي إلى المس بالسيادة اللبنانية على الحدود البحرية، وبالتالي رفض ما يسمّى بـ”خط هوف”، إلى جانب الرفض القاطع للجدار الإسمنتي الذي تقيمه “إسرائيل” عند الحدود الجنوبية، باعتباره محاولة لتكريس “الخط الازرق” الذي رسمته الأمم المتحدة كخط حدودي مؤقت بعد الانسحاب “الإسرائيلي” من جنوب لبنان في العام 2000، بديلاً عن خط الهدنة الحدودي، الذي يعتبر من الناحية العملية الخط الدولي للحدود.