لكونها عصب الاقتصاد الوطني خطوات لتفعيل الخطوط السككية وإنجاز مشاريع على محاور حمص
منذ بداية الأحداث كانت الخطوط الحديدية هدفاً رئيسياً للمجموعات الإرهابية المسلحة، نظراً لما تمثله من أهمية استراتيجية على الصعيدين العسكري والمدني، حيث أقدمت تلك المجموعات على تخريب كل ما يمكن من الخط الحديدي والترابية والجسور والبنية التحتية، وبناء على توجيهات الحكومة لإعادة تفعيل الخطوط الحديدية، كونها عصب الاقتصاد الوطني، فقد تمت نهاية عام 2016 بداية الإصلاحات التي مازالت مستمرة لتاريخه لإعادة الوضع الفني وجاهزية الخط لما كان عليه سابقاً، وذلك بعد إعادة الأمن والأمان لمناطق عبور القطار، حسب مدير فرع حمص للخطوط الحديدية المهندس محسن محمود، مبيناً أن مسار الخط الحديدي في فرع حمص يمتد بطول 253 كم على 15 محطة منتشرة حسب طبيعة عمل الفرع على محور شمال جنوب وغرب شرق، فقد تم إنجاز عدة مشاريع مهمة في هذه المرحلة، أدت إلى انطلاق العمل في المؤسسة، وعودة سير القطارات على المحورين.
نقل كل ما هو مسموح
ويتركز عمل المؤسسة الأساسي على نقل جميع المواد المسموحة والموجودة ضمن تعرفة النقل على كامل المسارات، وبناء على التوجيهات الحكومية نقوم بتطوير آلية العمل وفقاً لما تقتضيه مصلحة العمل، ونعمل على رفع مستوى الكفاءة للعمال والفنيين عن طريق اتباع دورات داخلية فنية وفق الاختصاصات اللازمة كافة، وبالتنسيق مع المديرية العامة في حلب، وتقوم المؤسسة بإعداد الدراسات والخطط لتنفيذ المشاريع التي تعود بالنفع المادي للمؤسسة، ورفد الاقتصاد الوطني، حيث شهد عام 2017 بداية عودة حركة القطارات على محور الساحل السوري، وباتجاه حمص وبالعكس بعد عمليات الصيانة على هذا المحور بجهود عناصر المؤسسة.
أعمال نفذت
وبيّن المحمود أنه بتاريخ 31 /5 /2017 تم تدشين تفريعة الخط الحديدي من محطة شنشار إلى صوامع شنشار بغية نقل الحبوب من المرفأ في اللاذقية وطرطوس إلى صوامع شنشار لما لها من منعكسات اقتصادية وإيجابية على العمل بالخطوط الحديدية، وتوفير كلفة نقل هذه المواد، والسرعة في النقل، وأن هذا المشروع يحقق إيراداً مالياً إضافياً للمؤسسة، وتجاوزت تكلفة المشروع 233 مليون ليرة سورية، حيث تم تسليم إنشاء ترابية الخط الحديدي إلى الشركة العامة للمشاريع المائية، وقام عمال المؤسسة بمد الخط الحديدي بالمشروع بالآليات والمعدات المتوفرة في مستودعاتنا لمراحل العمل كافة، مشيراً أنه بهذا العمل تم تفريغ 103،447 طناً من مادة القمح و27،983 طناً من الشعير و20 طناً من مادة الذرة بكلفة 300 مليون ليرة سورية، وبغية الاستفادة من القطارات العائدة إلى الساحل، ومن أجل النهوض بالعمل إلى ما كان عليه سابقاً تم تفعيل محطة المصفاة لنقل مادة الفيول من المصفاة إلى طرطوس للتخفيف عن مصفاة حمص، والنقل بواسطة القطارات، حيث تم بتاريخ 15 /6 /2017، ولأول مرة بعد الأحداث، تحميل الفيول من مصفاة حمص وباتجاه الساحل، وبلغت الكمية المنقولة خلال العام الماضي 51،615 طناً بكلفة تقديرية للأجور 74 مليون ليرة سورية، كما تم توقيع إجازة إشغال رقم 5 لعام 2016 على هذا المحور، وموضوع إشغال مساحة 7000 متر مربع ضمن محطة شنشار مع شركة جوبان ومراد للأعمال التجارية، وذلك لتفريغ أية مادة مسموح بنقلها من الساحل إلى محطاتنا بالقطار، ووفق هذه الإجازة، بالإضافة لتوقيع إجازة إشغال رقم 1 لعام 2017، وموضوع إشغال مساحة 5000 متر مربع ضمن محطة خنيفيس مع شركة نورا، وذلك لتفريغ مادة الملح، مع العلم أن أجور النقل بالقطارات أقل سعراً من أجور النقل بالمركبات، إضافة إلى التوفير بالاستهلاكات الطرقية، وتخفيف الحوادث، والتلوث البيئي، حيث تم تنفيذ كامل طلبات النقل المقدمة إلينا بنسبة 100% من المطلوب نقله.
صيانة الخط الحديدي
وبما أن الخط الحديدي معرّض دائماً للضرر نظراً لطول المسافة على مسار فرع حمص، فهو بحاجة إلى صيانة دائمة، ومن أجل السرعة في إنجاز الصيانة على محور طرطوس حمص، ولاحقاً إلى مناجم الفوسفات، تم استقدام آليات الصيانة من المؤسسة بحلب، ونقلها على لوادر بسبب انقطاع السكة الحديدية بين حمص وحلب، وتم إنزالها في ساحات التفريغ في محطة كفرعايا، بالإضافة لصيانة خط الفوسفات في منطقة الديبة، وتم التوجيه من الحكومة بضرورة العمل لصيانة هذا الخط من أجل القيام بنقل الفوسفات من مناجم الشرقية باتجاه معمل الأسمدة والمرافئ، وضرورة إعطاء هذا الخط الأولوية والاهتمام، وإيجاد الحلول المناسبة بأسرع وقت، كما تم إصلاح الخط الحديدي مهين حتى محطة الشرقية ومناجم الفوسفات.
أعمال مشاريع المدينة الصناعية
المرفأ الجاف- محطة خنيفيس الجديدة- محطة المنطقة الصناعية، هذه المشاريع ذات أهمية اقتصادية، ولتفعيل دور المدن الصناعية، والوصول مباشرة من المرافئ إلى المدن الصناعية وبالعكس، تم العمل على تفعيل هذه المشاريع نظراً لتوقفها بفعل العصابات، بالإضافة لمشروع قطينة، موضحاً بأن الفرع يسعى لتهيئة الظروف المناسبة لتنفيذه، وهو عبارة عن تفريعة قطينة- محطة التحميل في حسياء، (نقل الحصويات من مقالع حسياء إلى المنطقة الساحلية كمرحلة أولى، ولاحقاً باتجاه كافة محاور السكة الحديدية، فتم التعاقد مع الشركة العامة للدراسات والاستشارات الهندسية بدراسة تفريعة الخط الحديدي من محطة قطينة إلى مقالع حسياء بطول 17 كم لربط المقالع بالمنطقة الساحلية، حيث تم إرسال بيانات العقد الخاصة بمسار الخط إلى مديرية الدراسات بحلب لاستكمال إجراءات الدراسة بكلفة 17 مليار ليرة سورية، حيث تم التعاقد مع ثلاث شركات للقطاع العام لتنفيذ الجزء السفلي الخاص بمسار المشروع، (أعمال ترابية وصناعية)، العقد الأول كان للشركة العامة للطرق والجسور، فرع حمص، بكلفة إجمالية قدرها مليار و24 مليون ليرة، وبطول 9 كم، مدة العقد 500 يوم، والعقد الثاني للبناء والتعمير بكلفة قدرها مليار و500 مليون، وبطول 7 كم، والعقد الثالث للمؤسسة العامة للإنشاءات العسكرية بكلفة قدرها 3 مليارات و87 مليون ليرة لتنفيذ محطة التجميع والتحميل.
قطارات الركاب
وبيّن أنه يتم العمل حالياً على إعداد دراسة لاستكمال الإجراءات اللازمة لتسيير قطارات الركاب من حمص باتجاه الساحل وبالعكس، وحول الصعوبات قال المحمود: النقص الكبير في اليد العاملة بسبب تسرب عدد كبير من العاملين، وخاصة العاملين في محطات: (مهين- القريتين- مناجم خنيفيس- مناجم الشرقية)، بالإضافة لتعطل منظومة الإشارات والكهرباء، ونقص مواد ومعدات صيانة الخط الحديدي بسبب سرقة معظمها، لافتاً إلى أنه تم إعداد جميع الدراسات اللازمة لصيانة مباني مديرية الفرع في محطة كفرعايا بهدف العودة تدريجياً للدوام في مبنى مديرية الفرع، حيث إن مقر الفرع في محطة حمص للركاب غير مؤهل لاستيعاب العاملين، ولا توجد مكاتب كافية!.
صديق محمد