محليات

أزمة المواصلات في اللاذقية باقية وتتمدد.. قرار منع السرافيس دخول المدينة شيّب الركاب وحرم الطلاب من امتحاناتهم

بعد ثلاثة أشهر على صدور قرار منع سرافيس جبلة والقرداحة الدخول إلى مدينة اللاذقية, لا يزال أهالي المحافظة ممتعضين من القرار الذي زاد من حدة معاناتهم اليومية في الوقوف لساعات طويلة بانتظار وسيلة نقل تقلهم إلى جامعاتهم وأعمالهم, وما زاد الطين بلّة زيادة تعرفة الركوب, ما جعل المواطنين وخاصة الطلاب والموظفين يرفعون العشرة خاصة أن مناشداتهم للجهات المعنية بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة التي كما يبدو عصية على الحل,  ذهبت أدراج الرياح إذ لم  يرشح عن المسؤولين في المحافظة حتى تاريخه سوى حلول وصفوها بالاسعافية إلا أنها لم تغير في واقع الحال شيئا, فبعد مرور أكثر من عامين على إطلاق الخطوط الحديدية السورية لقطار جبلة – اللاذقية إلا انه ما يزال شبه فارغ من الركاب، في حين العراك والازدحام على السرافيس يؤكد بدون أدنى شك عدم جدوى الإجراءات التي تتخذها المحافظة حتى تاريخه وعدم قدرتها على لجم تمدد أزمة المواصلات.

عراك صباحي

الاستياء من أزمة المواصلات التي تتمدد بقرارات وإجراءات تضيّق على الأهالي وتجعل الذهاب إلى اللاذقية عقوبة يومية تقض مضجع الكثيرين, كان السمة الغالبة على حديث كل من التقيناهم وخاصة من الطلاب والموظفين, إذ يقول الطالب الجامعي إبراهيم حمود لــ”البعث ميديا”: منع سرافيس جبلة من الوصول إلى الجامعة سبّب مشكلة حقيقية لسكان جبلة وريفها، وضاعف من معاناة كل من يريد الذهاب إلى مدينة اللاذقية, فالقرار زاد من أزمة المواصلات كما زاد من الأعباء المادية  وأصبحنا بحاجة إلى حل جذري ينهي معاناتنا اليومية وذلك بأسرع وقت.

احمد علي “موظف” يتحدث بمرارة عن معاناته اليومية للذهاب إلى عمله في مديرية التربية قائلاً: في صباح كل يوم تتجدد معاناة الانتظار الطويل لسرافيس جبلة- اللاذقية حيث قد يستغرق الانتظار ساعة وأكثر, ويضيف: الأنكى من الانتظار هو العراك بين الركاب للحصول على المقعد, والجلوس فوق بعضنا البعض طيلة الطريق بسبب جشع البعض من السائقين و إجبارهم الركاب على الجلوس أربعة في الصف الواحد.

سامر محمد طالب في كلية الآداب قال: قرار منع دخول السرافيس إلى مدينة اللاذقية حرم بعض الطلاب من تقديم موادهم الامتحانية، نتيجة تأخرهم عن الموعد المحدد، وانتظارهم أكثر من ساعة نتيجة الازدحام الحاصل في الكراج للحصول على مقعد في الباص، فيما كان سرفيس جبلة قبل صدور القرار يضعهم أمام باب الجامعة الرئيسي, ويضيف: الوصول إلى الجامعة أصبح حلم كما أن حضور المحاضرات الصباحية الأولى أصبح حلم آخر بالنسبة لطلاب مدينة جبلة وريفها.

لؤي عبدالله “موظف” أكد أن القرار ليس له أي فائدة، وبدلاً من حله لمشكلة الازدحام زادها سوءاً، كما زاد من معاناة الموظفين والطلاب الذين إن أرادوا الوصول إلى عملهم باتوا يحتاجون إلى أكثر من باص وسرفيس, والانكى من ذلك كله انه بدلاً من إيجاد حل لازمة المواصلات قامت الجهات المعنية برفع تعرفة الركوب لتزيد من الأعباء المادية.

القطار ليس الحل

وجود محطة قطار مؤقتة بالقرب من جسر جبلة، والتي أحدثت للتخفيف من أزمة السير ومن معاناة الأهالي، لم يف بالغرض المطلوب إذ زادت من المعاناة اليومية بحسب عدد كبير ممن التقيناهم من الطلاب ومنهم ادهم علي الذي قال: رغم  استيعاب  القطار لأعداد كبيرة من الركاب، إلا أن مواعيد انطلاقه ووصوله إلى محطته باللاذقية تتعارض مع مواعيد خروج الطلاب وتوقيت محاضراتهم, فيما بيّن رامي أن المسافة من محطة القطار إلى الجامعة تستغرق نصف ساعة تقريباً، أي في حال انتقل الطالب بالقطار من جبلة إلى اللاذقية لن يستطيع حضور المحاضرة الأولى، ويضيف: السرافيس رغم كل علّاتها تبقى وسيلة نقل أسرع.

بدورها اشتكت ريم حمدان من عدم وجود سرافيس تقل الركاب من داخل جبلة إلى محطة القطار مما يضطرهم إلى السير, مشيرة إلى صعوبة الوصول إلى المحطة أيام المطر.

تذكرة تشجيعية

مدير محطة القطار في اللاذقية المهندس عدنان بيطار أكد لـ”للبعث ميديا” أن القطار يخدّم الموظفين والطلاب وأبناء القرى الذين يتوجهون يومياً من جبلة وريفها إلى اللاذقية, موضحاً أن المتوسط اليومي لعدد الركاب الذين يتوجهون من جبلة إلى اللاذقية يبلغ 100 راكبا ذهابا وإيابا, ومن طرطوس 1000 راكباً ذهابا وإيابا وذلك على القطارين الذين ينطلقان في توقيتين مختلفين.

وأشار بيطار إلى أن الخطوط الحديدية السورية خصصت قطارين سريعين ينطلقان يومياً من جبلة إلى اللاذقية ، حيث ينطلق القطار الأول من موقف جبلة  عند الساعة السابعة وعشرة دقائق ليصل إلى اللاذقية عند السابعة و35 دقيقة صباحاً, فيما ينطلق القطار الثاني عند الساعة السابعة و55 دقيقة صباحا ليصل إلى اللاذقية في الساعة الثامنة وعشرين دقيقة.

ولفت بيطار إلى أنهم قاموا بتثبيت مقاعد داخل الموقف المؤقت الذي لا تتجاوز مدة توقف القطار فيه أكثر من خمس دقائق, موضحاً أن سعر التذكرة 50 ليرة من جبلة إلى اللاذقية وبالعكس لكافة درجات القطار، مؤكداً أنها إحدى “عطايا الحكومة” التي تقدمها خدمة للمواطنين وبالأخص الطلاب.

الحق على اللوحات الطرقية

مصدر في محافظة اللاذقية عزا لـ”البعث ميديا” السبب وراء قرار منع دخول السرافيس، إلى زوال الأسباب الأمنية التي سمحت لها بالدخول  بين عامي 2011– 2012, ولذلك اتخذت لجنة السير بالمحافظة قرار إعادة السرافيس إلى مكانها الطبيعي في الكراج الشرقي، للتخفيف من الازدحام في المدينة وتطبيق القوانين والأنظمة بما يحسن الوضع المعيشي والجمالي في المدينة.

وللتخفيف من الازدحام,  أكد المصدر انه تم تشغيل القطار بمعدل رحلتين صباحاً من جبلة إلى اللاذقية تكون قادمة من طرطوس لتأمين طلاب طرطوس، بقيمة 50 ليرة، رغم أن الشركة تتحمل كل الأعباء المادية من أجل تبسيط وصول طلاب الجامعة والموظفين.

وحمّل المصدر, مجلس مدينة جبلة مسؤولية عدم معرفة نسبة كبيرة من سكان جبلة والقرداحة بوجود موقف القطار بسبب عدم وجود لوحات طرقية تدل على مكان وجود الموقف وخاصة عند مدخل مدينة جبلة, ناهيك عن ضرورة تخصيص باص نقل داخلي لنقل الركاب من داخل المدينة إلى موقف القطار.

وفيما يتعلق برفع تعرفة الركوب, أشار المصدر إلى أن هذا القرار يتوافق مع تعرفة التموين بحسب المسافة الكيلومترية للخطوط، موضحاً أن التعرفة صدرت نهاية العام الماضي من وزارة النقل والتي حددت بموجبها التعرفة من 4 إلى 5 ليرات للكيلومتر الواحد, مؤكداً أن التعرفة في اللاذقية هي الأقل مقارنة بأسعار التعرفة على الخطوط العاملة في المحافظات الأخرى.

البعث ميديا || باسل يوسف