محليات

15 يوما وتعلن ساعة باب الفرج عودتها للحياة مجددا

تتواصل في حلب بوتائر عالية وإرادة وتصميم الجهود والأعمال الرامية لاستكمال عملية إعادة تأهيل ساعة باب الفرج التي قطعت شوطاً كبيراً تمهيداً لإعادة تشغيل الساعة الأثرية لتطرب الحلبيين بدقاتها.

وقال المهندس طريف عطورة رئيس جمعية مبادرة أهالي حلب التي تتولى أعمال تأهيل الساعة الأثرية أن مجمل الأعمال تمت بأيد وخبرات وكوادر محلية وبالتعاون مع محافظة حلب وبإشراف تام من مديرية الآثار والمتاحف ومجلس المدينة انطلاقاً من الأهمية التاريخية للساعة التي يقارب عمرها 120 عاماً .

تأهيل الساعة الواقعة في مركز المدينة هي البداية والمرحلة الأولى ضمن مشروع متكامل لتأهيل منطقة مركز المدينة الممتدة من مدخل سوق التلل وصولاً الى دار الكتب الوطنية وفق رؤية معمارية وهندسية متكاملة.

وأشار عطورة إلى أن الأعمال انطلقت في هذا المشروع قبل نحو أربعة أشهر حيث كان البناء يعاني من أضرار كبيرة نتيجة قذائف الإرهاب وبعد توصيف دقيق للواقع بدأت الأعمال التي تضمنت عملية تنظيف المبنى عبر ثلاث مراحل باستخدام الأساليب والطرائق المعتمدة في تأهيل المباني الأثرية. حيث جرت أعمال صيانة وترميم الواجهات الحجرية والزخارف بكل تفاصيلها، بالإضافة لترميم المنجور الخشبي والبلور بأفضل الأدوات وأدق المواصفات وصيانة إطارات الساعة الموزعة على أربعة اتجاهات وإعادة تصنيع وتركيب واجهة الساعة من البلور المقسى وكل ذلك ترافق مع اجراء الصيانة اللازمة للأجزاء الداخلية للساعة وآلتها وهي فريدة من نوعها على مستوى العالم .

ويؤكد رئيس الجمعية أن الأعمال شارفت على نهايتها متوقعاً أن يعاد تشغيل الساعة خلال 15 يوماً ويتم حالياً استكمال تركيب الأجزاء الداخلية والقيام بأعمال الإنارة الداخلية والخارجية وفق معايير إنارة المباني الأثرية بالإضافة لاستخدام تجهيزات صوتية حديثة ومتطورة بهدف إيصال صوت دقات الساعة بعد تشغيلها لأبعد مدى ممكن.

وفي سياق العمل على تأهيل الساعة تم تنظيف البئر الحجري الواقع أسفل مبنى الساعة على عمق 17 متراً حيث سيتم أيضاً إعادة تأهيل مناهل المياه الواقعة أسفل مبنى الساعة والتي يعود تاريخها لأكثر من 400 عام.

وحول هدف الجمعية من تنفيذ اعمال تأهيل ساعة باب الفرج لفت المهندس عطورة الى ان هذا العمل يندرج في سياق اهداف الجمعية الرامية للتكامل مع الجهود الحكومية لإعادة الالق والبهاء لمدينة حلب التي كانت على الدوام درة  الشرق. وتشير المصادر التاريخية الى انه بوشر في بناء ساعة باب الفرج عام 1898م وأنجز العمل خلال عام ويتألف بناء الساعة من أربع واجهات تعلو جدرانه بشكل مائل نحو الداخل فيبدو الزنار الاول البارز من جسم البناء وفوقه مقرنصات جميلة تعتليها فتحات دائرية في كل واجهة من الواجهات الأربع ويوجد في كل فتحة قرص للتوقيت ومن خلاله كان الأهالي يتمكنون من معرفة الوقت.

ولبرج ساعة باب الفرج بناء مشابه لحد كبير يقع في المملكة المتحدة في مدينة برايتون كما ان آلة الساعة الموضوعة في المبنى هي صناعة انكليزية ولها أجراس ونغمات فريدة.

وإلى أن تعود ساعة باب الفرج للعمل يستعد أبناء الشهباء لضبط ساعاتهم على توقيتها وكلهم شغف لإعادة سماع دقاتها من جديد.