منوع

تدوير النحل… مشروع تنموي للاستفادة من الملابس القديمة

وثقت الدكتورة سحر البصير حضورها المتميز في ميدان العمل الاجتماعي والحرفي منذ بداية الأزمة الراهنة من خلال عدة مشاريع ومبادرات عكست آثارها الإيجابية على شرائح واسعة من النساء المتضررات بفعل الإرهاب قبل أن تباشر مشروعها التنموي الخاص بالمرأة تحت عنوان “تدوير النحل” ويتم عبره تدوير الأقمشة المستعملة لصنع الألبسة والبياضات المختلفة.

تدوير الأقمشة حرفة تراثية أبدعت فيها الجدات اللواتي كن يجمعن القماش البالي ويقمن بقصه وإعادة خياطته لصنع منتجات قماشية مختلفة لأفراد العائلة تقول “البصير”: إنها عملت على تعليم هذه الحرفة للشابات في مراكز الإقامة المؤقتة في دمشق وريفها والسويداء وتدريبهم على الاستفادة من الأقمشة البالية أو القديمة في صناعة لحافات ودمى قماشية وشراشف ووسائد وسواها باستخدام أدوات بسيطة كالإبرة والخيط.

وأشارت إلى أنه تم عرض منتجات المتدربات في معارض متنوعة بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية ورسمية، إضافة إلى منحهن شهادات إثبات حرفة من الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية العام 2015 بموافقة اتحاد الحرفيين.

ويستهدف المشروع بحسب البصير النساء السوريات من كل الشرائح لتدريبهن على هذه الحرف التقليدية كشكل من أشكال توثيق التراث غير المادي ضمن برنامج تنموي تراثي يستمد قوته من أصالة الثقافة المحلية العريقة.

واختتمت بالإشارة إلى أن هذه الحرف اليدوية الفنية يمكن أن تحقق للنساء المشاركات في المشروع استقلالا اجتماعيا واقتصاديا، وبالتالي إعالة أسرهن عبر النهوض بمنتجات تراثية ذات طابع عصري آملة أن يفضي هذا العمل إلى تأسيس مدرسة حرفية تراثية تنقل ثقافة العمل النسوي اليدوي إلى الأجيال القادمة.

الأهم في المشروع أنه انطلق منه عدة مشاريع مستقلة أثبتت جدارة المرأة السورية ومنها مشروع “إبرة وخيط” بإدارة جاكلين فرح التي تحدثت عنه قائلة “نحن مجموعة من السيدات من خلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة باشرنا العمل على تدوير الألبسة البالية معتمدين في ذلك على تنسيق الألوان بطريقة لافتة للنظر وبجودة عالية تجتذب الزبائن ووفقنا إلى إيجاد منافذ تسويقية للمشروع”.

من جهتها بينت ديمة عبيد خريجة فنون جميلة أنها تعلمت من خلال مشاركاتها في مشروع “تدوير النحل” كيفية معالجة المواد المستخدمة سابقا وتحويلها إلى مواد مفيدة وسعت إلى نقل خبراتها من خلال مشروع بعنوان “منيمي” أقامته بالتعاون مع “جمعية الوفاء للمعاقين” في السويداء لدعم ذوي الإعاقة الحركية.

ولفتت عبيد إلى أن تدوير الأقمشة له أهمية في الحد من استهلاك المواد الخام وتقليل كمية الطاقة المستهلكة كما أنه يساعد على توفير فرص عمل للشباب.