سورية

لافروف: روسيا ترفض محاولات الغرب لتقسيم سورية

أكد لافروف رفض بلاده محاولات البعض تدمير سورية وتقسيمها وإبقاء قوات أجنبية على أراضيها، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية كارين كنايسل في موسكو اليوم: إن “هذه المحاولات التي تأتي في إطار الهندسة الجيوسياسية تخالف الاتفاقات الدولية بخصوص تسوية الأزمة في سورية والتي يجب أن تحل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم”.

وردا على ادعاءات واشنطن بعرقلة الحكومة السورية وروسيا وصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما طالب لافروف الجانب الأمريكي بتقديم الأدلة على ادعاءاته مبينا أن موسكو قدمت أدلتها أكثر من مرة على فبركة استخدام السلاح الكيميائي على أساس الوقائع والصور والمقابلات مع الشخصيات.

وأوضح لافروف أن واشنطن وباريس لم ترسلا خبراءهما ضمن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما وبدلا من ذلك شنتا مع لندن عدوانا على سورية وبالتالي من الواضح للجميع من يحاول منع دخول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما ولا يجب تشويه الحقيقة.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية النمساوية أنه لا حل عسكريا للأزمة في سورية بل الحل سياسي عبر الحوار مجددة تمسك بلادها بالمضي قدما في هذا الاتجاه.

وأعربت عن قلق النمسا من إمكانية تصعيد الوضع حول سورية وفي المنطقة عموما على خلفية مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما مشددة على ضرورة متابعة هذا الموضوع بعناية.

كما بحث وزير الخارجية الروسي مع نظيره الألماني هايكو ماس خلال اتصال هاتفي اليوم الوضع في سورية وأوكرانيا وسبل دعم عملية التسوية السياسية فيهما.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن” الطرفين تبادلا الآراء حول الملفات الدولية الملحة بما فيها التنسيق بين موسكو وبرلين لدعم عملية التسوية للأزمة في سورية وفقا للقرار الدولي 2254 مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج عملية أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في مدينة سوتشي”.

وأضاف البيان: “إن الوزيرين بحثا أيضا الخطوات اللاحقة في إطار صيغة النورماندي التي تضم روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لتنفيذ اتفاقات مينسك الهادفة إلى حل الأزمة الأوكرانية”.

وفي مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء جدد وزير الخارجية الروسي التأكيد على ضلوع بريطانيا فى فبركة المزاعم حول استخدام السلاح الكيميائي في دوما بريف دمشق. وقال لافروف: “إن لدى موسكو دلائل على ضلوع بريطانيا فى فبركة الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما”.

وأوضح لافروف أن مقطع الفيديو الذي استخدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كذريعة لشن عدوانهم على سورية يظهر بوضوح أن الأشخاص الذين زعم أنهم يحاولون إنقاذ المتضررين جراء الهجوم الكيميائي وأنهم في موقع الهجوم المزعوم لا يستخدمون أي وسائل حماية شخصية سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم.

وذكر وزير الخارجية الروسي أن هذا التسجيل المصور نشر من قبل ما يسمى “منظمة الخوذ البيضاء” مؤكدا أنها تعمل حصرا في مناطق انتشار التنظيمات الارهابية بما في ذلك “جبهة النصرة” وليس سرا أنها تحظى بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية.

وقال لافروف: “إن المنظمة المذكورة سبق أن شاركت في استفزاز مماثل قبل عام فيما يتعلق بالهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب”.

في السياق نفسه شدد لافروف على عدم منطقية المزاعم التي أطلقتها الدول المشاركة في العدوان على سورية بأن ضرباتها استهدفت مواقع خاصة “بتصنيع الأسلحة الكيميائية” مؤكدا “أن قصف موقع يخزن فيه سلاح كيميائي لا يعني إلا السعي إلى إحداث كارثة إنسانية بالنسبة لمن يقيم في محيطه”.

وتابع: “شرحنا كل ذلك بشكل واضح ومفصل أثناء اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفي مجلس الأمن الدولي لكننا لم نسمع في المقابل إلا محاولات اتهامات بريطانية تتجاوز الحدود وغير منطقية لا تستحق مناقشتها”.

وأكد لافروف إصرار روسيا على زيارة فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لمدينة دوما معربا عن الامل في أن تتغلب المهنية عند التحقيق في هذا الحادث على أي اعتبارات أخرى.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استبقت نتائج التحقيق ونفذت عدوانها على سورية دون اي ادلة على المزاعم باستخدام السلاح الكيميائي في دوما لافتا في الوقت ذاته إلى العثور على حاويات كلور في المناطق التي كان يسيطر عليها الارهابيون بالغوطة الشرقية.

وأضاف لافروف: إن موسكو تتوقع النزاهة من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سواء في دوما بريف دمشق أو في حادث تسمم ضابط الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال في سالزبوري البريطانية.

وحول تصدي الجيش العربي السوري للعدوان الثلاثي أوضح لافروف أن هناك أدلة على إسقاط الدفاعات الجوية السورية جزءا من الصواريخ التي أطلقتها الدول المعتدية.

وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت في بيان يوم السبت الماضي ان منظومات دفاعنا الجوية تصدت بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها.

وفي سياق آخر لفت لافروف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للقاء نظيره الأمريكى دونالد ترامب الذى وجه له الدعوة لزيارة واشنطن مشيرا في الوقت ذاته الى انه لم يتم التحضير لعقد هذا اللقاء.

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن العقوبات الأمريكية جاءت كنتيجة لصراع داخلي بين الأحزاب الأمريكية مشيرا إلى أن الحملة المناهضة لروسيا في الولايات المتحدة تتلاشى رغم أنه تمت تغذيتها بشكل مصطنع عبر فرض العقوبات وأنه من السذاجة وقصر النظر استخدام العقوبات كأداة لدفع روسيا إلى الرضوخ.

وأكد لافروف “أن موسكو سترد على الخطوات الأمريكية المعادية كمصادرة ممتلكاتها وابعاد دبلوماسييها لكنها لا تعتزم الانجراف إلى نوع من الحرب والشجار والفظاظة”.

وحول الاتهامات الموجهة لروسيا بالضلوع في قضية سكريبال قال لافروف: “إن المادة الكيميائية التي تسميها الدول الغربية (نوفيتشوك) التي قيل انها استخدمت في الحادثة كانت تنتج وتستخدم في الجيش وفي المعاهد المختلفة للجيوش البيولوجية والكيميائية الأمريكية وإنتاجها عملية بسيطة”.

وبشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية أعرب لافروف عن ترحيب روسيا بالقمة المزمعة بين الكوريتين الديمقراطية والجنوبية خلال الشهر الجاري والقمة الأمريكية الكورية الديمقراطية المقبلة التي قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب انها ستعقد في أيار او حزيران المقبلين.