محليات

مزارعو البطاطا بحمص يستغيثون من “اللفحة”.. والمعنيون: دورنا إرشادي فقط

حذر ‏مزارعو البطاطا بحمص من تعرض الموسم لمرض فطري خطير “اللفحة” الذي يكاد ‏يصيب كل حقول البطاطا بالمحافظة ويخرج بعضها من الانتاج.

وبين عدد من المزارعين أن المكافحة ‏بالمبيدات لم تجد نفعا بسبب التغير المفاجئ بالطقس وهطول المطر في اوقات حرجة بالنسبة للموسم الأمر الذي يتطلب تكرار الرش عدة مرات واستخدام مبيدات غالية الثمن وهذا فوق ‏قدرة المزارعين الذين يعانون أصلا من ارتفاع تكاليف الأسمدة والمحروقات والبذار.

ورغم التكاليف العالية نسبيا لمحصول البطاطا إلا أن أسعاره هذا الموسم رخيصة ولا ‏يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 100 ليرة سورية.

وقال المهندس الزراعي الياس وهبة وهو مزارع من بلدة قطينة : إن مرض اللفحة منتشر بشكل واسع هذا العام في ‏مختلف أرجاء المحافظة، مشيرا إلى أنه لجأ للرش الوقائي والعلاجي أربع مرات ومع ذلك بلغت نسبة الإصابة في حقله 80 بالمئة.

وبين وهبة أن عدم فعالية المعالجة يعود لكون المبيد الفطري لا يحمي المحصول سوى يومين فقط في ظل تكرار هطول الأمطار الأمر الذي يتطلب تكرار الرش بعد هطول الأمطار مباشرة وهذا فوق قدرة ‏المزارعين.

ومن قرية شنشار بريف حمص الجنوبي يوضح المزارع خالد ‏زكريا أن ما شهده محصول البطاطا هذا الموسم لم يشهده منذ أكثر ‏من 30 عاما على الرغم من عدم التقصير في عمليات الخدمة والرش، متوقعا ان ينخفض ‏إنتاجه إلى ما دون النصف.

شدة الإصابة بهذا المرض تختلف من حقل لآخر بحسب ‏المزارع اسماعيل علوش من قرية الدمينة الشرقية الذي يبين أن بعض المزارعين خسروا كامل محصولهم على الرغم من ارتفاع تكاليف خدمة المحصول ‏بأضعاف المواسم الماضية بسبب الظروف الجوية.

رستم الأيوب مزارع من قرية الغسانية بريف القصير خسر محصوله على ‏مساحة 20 دونما ب نسبة 100 بالمئة وأصبح هشيما يابسا على الرغم من أنه استخدم الرش ‏لثلاث مرات متتالية، إلا أن الإصابة كانت كبيرة وأثرت على حبات البطاطا وهي في طور ‏النمو والتكبير. في حين صالح القاسم مزارع من القرية نفسها يوضح أن هذه “اللفحة” تسمى النارية وقد أصابت ‏محصوله بنسبة 75 بالمئة.

المهندسة لما العلي رئيسة الوحدة الارشادية في الغسانية تقول: إنه تمت توعية المزارعين ‏بضرورة مراقبة مرض “اللفحة” والعمل على الرش الوقائي والعلاجي إلا أن التكاليف الباهظة ‏لأسعار المبيدات تدفع المزارعين إلى التأخر أو عدم الرش.

محمد خضر زيني رئيس جمعية الناعم الفلاحية رأى أنه لا فائدة من تقديم ‏شكوى، فقد اطلعت لجنة زراعية على أضرار الصقيع التي ضربت المحصول في  نيسان ‏الماضي وأخذت عينات لكن الفلاحين لم يحصلوا على أي تعويض حتى الآن .

ومع نقل جميع هذه الملاحظات للمعنيين بالقطاع الزراعي بالمحافظة، أوضح أحمد يوسف أحمد مدير ‏فرع إكثار البذار بحمص أنه لدى القيام بجولة على عدد من الحقول في مناطق قطينة والغسانية و‏الناعم تبين أن هناك أعراضا للفحة سببها الأول والرئيسي الظروف الجوية التي تشهدها ‏المنطقة من أمطار ورطوبة وحرارة وبعض ‏الحقول خرجت من الانتاج.

وأضاف أحمد أنه يمكن التخفيف من الإصابة أو الحد منها عن طريق اعتماد مبيدات ‏فطرية جهازية وهي غالية الثمن ويكون تأثيرها بعد الرش مباشرة إلا أن المزارعين يلجؤون للمبيدات الرخيصة، لافتا إلى أن حقل ‏التجارب العائد للمؤسسة في قرية مودان على مساحة 12 دونما لا توجد فيه إصابات نتيجة ‏المتابعة من قبل المشرفين باستخدام المبيدات ذات الفعالية العالية.

دور مديرية الزراعة إرشادي وتقديم التوعية للمزارعين في حال ورود أي شكاوى ‏بخصوص أي مرض أو وباء يمكن أن يصيب المحاصيل كان هذا رد مدير زراعة حمص ‏المهندس نزيه الرفاعي حول تضرر محصول البطاطا.

وحول إمكانية تعويض الفلاحين عن الضرر الحاصل؟ ، أكد ‏رئيس اتحاد الفلاحين بحمص يحيى السقا بعد حضور اجتماع مجلس رابطة القصير الفلاحية ‏بتاريخ الـ 13 من الشهر الجاري أنه ستتم مخاطبة الجهات المعنية للتعويض عن الضرر أو منح ‏قروض ميسرة ليتمكن الفلاح من إعادة تأهيل الأرض للمحاصيل القادمة .‏