محليات

6 آلاف إصابة خلال أربعة أشهر فقط… اللاشمانيا تغزو حماة وقراها

تدخل الطفلة رنا إلى مركز البرداء واللاشمانيا بحماة لتلقي العلاج وهي خائفة أولا من حقن وجهها بالإبر المزودة بالرذاذ الأزوتي وثانيا من إحساسها أن هذه البقع الخمس التي ظهرت على وجهها لن تختفي.

وفي نفس المركز يعاني والد الطفل عبد الله أحمد ذي الثلاثة عشر ربيعا جراء زياراته المتكررة للمركز لعلاج ابنه من مرض اللاشمانيا فالأب المهجر من مدينة الرقة يغيب عن عمله من أجل مرافقة ابنه عند أخذ جرعات العلاج التي ساهمت في شفائه بنسبة كبيرة، بينما يبدو الشاب محمد أمين قنبر أكثر تفاؤلا بعد رحلة علاج مستمرة منذ ثمانية أشهر اسهمت بشفائه من ست إصابات بالمرض.

وتشهد عدة مناطق في محافظة حماة تزايدا في إصابات اللاشمانيا خلال السنوات الأخيرة ما ينذر بتداعيات سلبية على أفراد المجتمع لما يتركه من تأثيرات نفسية واجتماعية على المصابين بالمرض من مختلف الفئات العمرية، كما أنه في حال استفحاله يعيق الشباب عن العمل في المهن الصعبة.

الدكتور باسل ابراهيم رئيس مركز البرداء واللاشمانيا التابع لمديرية صحة حماة قال في تصريح له إن عدد الإصابات بالمرض ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 6800 اصابة عام 2016 الى عشرة آلاف إصابة العام الماضي، كما بلغ عدد الإصابات في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام ستة آلاف إصابة وهي نسبة مرتفعة جدا.

وأكثر الإصابات بالمرض بحسب الدكتور ابراهيم تم تسجيلها في أحياء المشاعات وأطراف المدينة والريف الشمالي للمحافظة المحرر من الإرهاب حديثا وقرى سريحين وقمحانة وصماخ وطيبة الإسم وقبيبات أبو الهدى وكراح وخفسين ومقطع الحجر وبقصقص والفانات والتويم وجرجرة ومورك وشهرناز ومعرين الصليب وكفر عقيل وسيغاتا وجبرين.

ويبين الدكتور ابراهيم أن مهمة مركز اللاشمانيا بحماة الذي تأسس عام 1962 هو تقديم العلاج المجاني للمصابين بالمرض، مشيراً إلى أن المركز يجري الفحوصات اللازمة للمصابين ويقوم الطبيب بوضع خطة العلاج المناسبة التي تتم إما بالحقن الموضعي أو بالحقن العضلي بينما يتم علاج قسم آخر بالكي بالآزوت السائل.

واللاشمانيا آفة جلدية تصيب المناطق المكشوفة من الجسم من خلال لسعة يتعرض لها الإنسان من ذبابة الرمل الناقلة للمرض وتتميز بحبة صغيرة حمراء غير مؤلمة لا تلبث أن تكبر وتتقرح وتستمر لمدة عام كامل حتى تشفى.

وبحسب المختصين فإن القضاء على آفة اللاشمانيا تبدأ بالوقاية منه عبر معالجة مشكلتي النظافة والصرف الصحي المكشوف والقضاء على الكلاب الشاردة ومنع ظاهرة تربية الحيوانات في المناطق السكنية.

عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حماة لقطاع البلديات صالح ابراهيم أوضح أن عدداً كبيراً من القرى والبلدات تعاني من وجود صرف صحي مكشوف ما يؤدي إلى تكاثر الحشرات ومنها ذبابة الرمل الناقلة لمرض اللاشمانيا، مبينا أن البلديات تولي مسألة النظافة أهمية خاصة وتعد شغلها الشاغل حيث يتم ترحيل القمامة يومياً كما تم توجيه بمكافحة الكلاب الشاردة وتفعيل المفرزة الخاصة بالقضاء عليها من خلال تأمين مستلزماتها الأساسية من عمال وبارودة صيد مرخصة.

من جهته قال رئيس مجلس مدينة حماة المهندس رضوان علواني إن معالجة مشكلة النظافة في مركز المدينة وأطرافها تعد من أبرز التحديات التي واجهت عمل المجلس في الفترة الأخيرة وذلك بسبب قلة عمال النظافة داعيا المواطنين للحرص على النظافة الشخصية في البيوت والشوارع القريبة وعدم تربية المواشي في البيوت السكنية.

يشار إلى أنه يوجد في محافظة حماة 143 مركزا صحيا لمعالجة اللاشمانيا تقدم العلاج للمراجعين ويتم تحويل الإصابات المعندة إلى مركز اللاشمانيا أو المناطق الصحية في مصياف ومحردة وسلمية والسقيلبية.