الإعلامي العراقي محمد حديد الجحيشي للبعث ميديا: أداء الإعلام العراقي غير مقنع وأطمح للشهرة عربيا
الإعلامي العراقي محمد حديد الجحيشي، أحد الأصوات الهامة في المشهد الإعلامي العراقي، مارس وجرب كل الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، عمل في العديد من الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية. يتميز بثقافة عالية المستوى وحائز العديد من الشهادات. علامته الفارقة ذاك الصوت الذي لاينسى، وذاك الحضور البهي، وذاك التألق وتلك المساحة الشاسعة من الإنسانية. هو باختصار مواهب متعددة وطاقة متجذرة… فتح قلبه للبعث ميديا وكان هذا الحوار:
لو عدنا إلى بداياتك مع الإعلام ماذا تحدثنا عنها؟
بعد أن أكملت دراستي الابتدائية وانتقلت إلى المتوسطة في سبعينات القرن المنصرم ظهر اهتمامي جليا بالإعلام من خلال متابعة الأخبار والصحف وكنت شغوفا بها جدا وكانت تراودني فكرة بان أغدو مذيعا ومقدما للبرامج حيث كانت آنذاك مجموعة من الإذاعات تستحوذ على المتابعين منها إذاعة مونت كارلو وصوت العرب من القاهرة وإذاعة موسكو وغيرها. ذات مرة جلبت صحيفة فيها مجموعة من الأخبار وقمت بقراءتها وتسجيها على شريط كاسيت بعد أن عملت لها مقدمة موسيقية لنشرة أخبار إذاعة بغداد. وبالمناسبة هذه المقدمة هي مقتطعة من أغنية لأم كلثوم بعنوان (بغداد يا قلعة).
بعد ذلك انشغلت بالدراسة وصولا إلى التحاقي بالكلية في قسم اللغة العربية في ثمانينات القرن الماضي، وبعد تحسن أسلوبي في الكتابة بدأت اكتب في عدد من الصحف المحلية في موضوعات متعددة بين اللغة والتراث والأدب والسير وغيرها، حتى أسست جريدة مصباح الهدى في عام 2003 م. بعدها عملت في مجموعة من الإذاعات المحلية العراقية علاوة على ظهوري في عدد من القنوات الفضائية كضيف في برامج تربوية وشبابية منها قناة البغدادية والفيحاء وهنا بغداد وغيرها حتى التحقت في قناة الأنوار الفضائية، ووجدت أنها تناسبني في الظرف الراهن فأصبحت مسؤولا عن قسم الرقابة الفكرية واللغوية فيها، ومن ثم مقدما ومعدا للبرامج فيها لحد الآن.
تعمل في قناة الأنوار العراقية معدا ومقدما للبرامج ما هي البرامج التي تقدمها؟
أميل إلى تقديم البرامج اللغوية والبرامج الفكرية والتنموية والتاريخية وهي تتواءم مع خط القناة واذكر منها برنامج مصابيح وبرنامج معالم كربلائية وبرنامج ألحان السماء وغيرها من البرامج، إضافة إلى التغطيات واللقاءات المباشرة.
عملت في عدد من الإذاعات معدا ومقدما للبرامج.. أيهما اقرب إلى نفسك الإذاعة أم التلفزيون؟
بالتأكيد الإذاعة هي الأقرب إلى نفسي، لتواصلها مع المستمعين في كل مكان لاسيما البرامج المباشرة. وقد أعطتني تجربة العمل بالإذاعات القدرة على العمل في التلفزيون، فقد عملت في إذاعة كربلاء ثلاث سنوات، وسنة في إذاعة الرحاب العراقية، إضافة لإذاعات أخرى.
على ماذا تعتمد في إعداد البرامج بمختلف أنواعها؟
اعتمد على ثقافتي أولا كوني أحمل ثلاث إجازات جامعية… إذ أعطتني الكثير من المعلومات إضافة إلى القراءة التي أواظب عليها في تجديد أفكاري علاوة على مصادر الأدب وكتب والتراث بمختلف مشاربها، وكذلك على مصادر مكتبتي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا للتزود بالمعلومات الجديدة، واستعين بأساتذتي وزملائي في العمل.
ما هي مواصفات مقدم البرامج الناجح برأيك؟
اعتقد أن الصوت الجميل والأسلوب المشوق والثقافة الواسعة والبديهية والإلمام الواسع بأدوات العمل وضروراته من لغة وحسن تعبير وصياغة جميلة هي أهم المواصفات الأساسية لكل معد ومقدم برامج يريد لنفسه التقدم والظهور.. وأن يبتعد عن التكلف والتفلسف واستعراض العضلات اللفظية.
على من يريد النجاح أن يعتني بجوهره ومظهره معا وأن يحترم ضيوفه في الإذاعة والتلفزيون ولا يتعالى عليهم أو يسعى إلى إحراجهم في المقابلات.
ماذا عن الإعلام المقروء لديك؟
كما أسلفت أني بعد أن كتبت في الكثير من المجلات والصحف أسست جريدة مصباح الهدى وكنت قبلها اكتب في مجلة الكوثر ومجلة المعرفة التي أمضيت فيها خمس سنوات مصححا لغويا وكاتبا إضافة إلى الكثير من المقالات في مختلف المعالجات الاجتماعية والتربوية والفكرية في صحف عراقية كثيرة والمقام لا يتسع لذكرها.
هل خصوصية صوتك ساهمت في تكوين جماهيريتك؟
جمالية الصوت هي واحدة من الركائز الأساسية لتكوين الجماهيرية، إضافة لعوامل أخرى كالأسلوب والثقافة العالية والجدة في الطرح واختيار الأقرب والأحب لنفس الجمهور المشاهد والمستمع، وأنا امتلك صوتا متميزا على الرغم من عدم رخامته ولكنه جميل وغير متكرر، ولا يشبه غيره من الأصوات في الساحة الإعلامية.
ماهي طموحات الإعلامي محمد الجحيشي في مجال الإعلام؟
أرغب في أكمال الدراسات العليا في الإعلام في سورية أو لبنان.. كما أتمنى أن أكون مشهورا على مستوى الوطن العربي.
هل أنت راض عن أداء الإعلام العراقي؟
كوني عضوا عاملا في اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين أرى أن الإعلام العراقي، بكل أنواعه غير موفق في أدائه في هذه المرحلة لأنه لم ينهض بمهامه الوطنية كونه لا يمتلك الهوية الوطنية، وهو إعلام أحزاب وكيانات وتيارات وأجندات بعضها خارجية. والإعلام الحكومي ضعيف وغير موفق في أداء رسالته إذ انه لم يعد يرضي الجمهور العراقي لأنه لم يعكس هموم المجتمع بشكل متوازن، ولم يكن عراقيا بكل ما تحمله هذه المفردة من دلالات… شكرا للبعث ميديا، لهذه النافذة الإعلامية العربية التي أتاحت لي الفرصة لأطل على الجمهور العربي.
خاص البعث ميديا || حاوره: أحمد عساف