قلعة “المهالبة”.. تحفة أثرية في اللاذقية
عند دخولك قلعة “المهالبة” التي تعد واحدة من خمس وعشرين قلعة في الساحل السوري تجد نفسك أمام إرث ثقافي وحضاري يروي ذكريات ماض عريق بجوار قرية المهالبة التي سميت باسمها في منطقة القرداحة باللاذقية.
تتربع القلعة حسب مدير آثار اللاذقية المهندس إبراهيم خير بك فوق قمة جبل على بعد أربعين كيلومترا إلى الشرق من مدينة اللاذقية وارتفاع 750 متراً عن سطح البحر حيث بنيت على جبل شاهق ويحيط بها سور ضخم.
وتتوزع حول القلعة حسب خير بك 12 برجا وتتركز في الجهة الشرقية الجنوبية منها ومبنية على شكل أنصاف دوائر وتتوسطها فتحات طولانية صنعت للمراقبة ولرمي السهام والنبال وأكثرها أهمية برج المراقبة للأراضي الشاسعة والمنطقة البحرية المطلة عليها، مشيرا إلى “إن الناظر لتلك القلعة من جانب البحر يرى الموقع الذي يكشف معظم الأراضي المطلة حتى حدود محافظة طرطوس”.
وأوضح خير بك أن طول القلعة الأعظمي يصل إلى 170 مترا ومدخلها من الجهة الجنوبية الذي يسمى البرج القديم يعلوه برج حربي، وبالمرور عبر البرج يلاحظ الطابع العربي في بنائها ولاسيما المعماري الأيوبي.
وأشار إلى أنه لم يبق من القلعة إلا الطابق الأرضي الذي يحوي المستودعات والسراديب والدهاليز، لافتا إلى أن القلعة مبنية بهندسة معمارية متناهية الدقة والجمال على طريقة الأقواس التي تحمل السقوف، أما الأبواب والمداخل فهي على شكل “حدوة الفرس” وتتوسط الأسطح فتحات مربعة مصممة لإيصال الضوء والمؤن ولا تخلو القلعة من الساحات الواسعة لممارسة التدريبات العسكرية.