مثقفو الحسكة يدعون المواطنين إلى اختيار الكفاءات لتمثيلهم في مجالس الإدارة المحلية
لا تختلف آراء ورؤى مثقفي محافظة الحسكة كثيرا عن آراء باقي شرائح المجتمع في المحافظة حيال انتخابات مجالس الإدارة المحلية المزمع إجراؤها في الـ 16 من أيلول القادم والتي تتوحد على أهمية انتخاب الشخصيات المناسبة ذات الكفاءة والنزاهة وضرورة التركيز على اختيار الكفاءة العلمية القادرة على العطاء وتطوير العمل والنهوض بواقع مجالس الإدارة المحلية التي أرهقتها آثار الحرب على الإرهاب على مدى السنوات الماضية.
مثقفو المحافظة أكدوا أن مجالس الإدارة المحلية بمختلف تصنيفاتها وفي الكثير من مفاصل عملها عانت خلال الدورة الحالية التي عايشت سنوات الأزمة من عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب أو تكليف شخصيات بمهام وأعمال هي بعيدة كل البعد عن الشهادة التي تحملها أو العمل والخبرة التي تتميز بها ما أدى إلى حدوث خلل في الكثير من القطاعات الخدمية وعدم قدرة القائمين عليها على إيجاد حلول مناسبة لأزمات كانت تنشأ نتيجة الظروف التي شهدتها المحافظة.
رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالحسكة منير خلف أشار إلى أن من واجب من يرى في نفسه أهلية التقدم لانتخابات مجالس الإدارة المحلية والقدرة على العطاء المشاركة فيها والمساهمة في زرع الأمل في نفوس الناس بغد أفضل ولا سيما أننا مقبلون على مرحلة البناء والإعمار التي تحتاج جهودا جبارة ومعنيين يصلون الليل بالنهار لتقديم الخدمات للمواطنين وتجاوز الصعوبات التي تعترضهم بهدف تحقيق ما يطمح إليه المواطنون.
أما الفنان التشكيلي عيسى النهار فيؤكد أن الإدارة المحلية صيغة من صيغ الإدارات الناجحة التي تعتمد على اتخاذ القرارات وفق الحاجة الحقيقية وعلى أرض الواقع كما أنها تحد من الجمود الإداري والروتين ويكون للزمن فيها قيمة أكبر في إنجاز المشاريع الخدمية وتنفيذها، مشيرا إلى أن لانتخابات مجالس الإدارة المحلية بعدا إيجابيا يتمثل في ممارسة المواطنين حقهم في الانتخاب بشكل ديمقراطي يفضي إلى وصول من يمثل تطلعاتهم إلى هذه المجالس.
ويضيف النهار: إن عوامل تطوير عمل مجالس الإدارة المحلية تبدأ من خلال اختيار الكفاءات الحقيقية وأصحاب القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الزمان والمكان المناسبين والعمل المستمر على تطوير وتأهيل الكوادر وأن تكون المحاسبة مقرونة بالنتائج والعمل ورؤية المواطنين حول أداء هذه الإدارات وقدرتها على تخديمهم بالشكل المطلوب.
أما الشاعر أحمد عبد الرؤوف فيرى أن لدى مجالس الإدارات المحلية ولا سيما مجالس المدن والبلدات والبلديات الكبيرة فرص استثمار واعدة تستطيع من خلالها تأمين موارد مالية ثابتة وتوفير رواتب العاملين لديها ومن جهة ثانية تقدم الخدمات للمواطنين، إلا أن الموضوع بحاجة إلى كوادر بشرية مؤهلة لديها القدرة على التطوير والإبداع والاستثمار الحقيقي الدائم ولا سيما أن قانون الإدارة المحلية منحهم صلاحيات واسعة في هذا المجال وفتح أمامهم باب الاستثمار والاستفادة مما تملكه هذه المجالس من حيازات عقارية واستقلالية مالية أو كوادر بشرية ومعدات فنية منوعة.
أما المخرج المسرحي إسماعيل خلف فدعا إلى انتخاب الكفاءات التخصصية القادرة على إنجاز المهام الموكلة إليها انطلاقا من معرفتها وخبرتها، مشيرا إلى أن الكثير من مفاصل عمل مجالس الإدارات المحلية اتسم بالضعف خلال الدورة الحالية وكل ذلك ناتج إما عن عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب أو التركيز على جانب خدمي واحد.