تل الأشعري حضارة تحاكي التاريخ.. وأيقونة حوران التي طالتها يد الإرهاب
تتميز منطقة “الأشعري” والتي تقع إلى الغرب من مدينة “درعا” بحوالي 15 كم، بموقعها الجغرافي وبإطلالتها المميزة على “وادي اليرموك”، الغني بالمناظر الطبيعية والشلالات الصغيرة التي تنهمر من بين الصخور.
وتشكل هذه المنطقة منظراً جميلاً يجذب السياح إليها، وتعد من أجمل المناطق السياحية والأثرية في المنطقة الجنوبية وسورية، وذلك لاحتوائها على شواهد ولقى أثرية كثيرة، والزائر لها يشاهد حتى الساعة الكثير من مفرداته كالأحواض والأقنية الحجرية، يوجد إلى الشرق منها بعدة أمتار مقبرة قديمة على طرف سيل مائي، إضافة لوجود واحدة أخرى على سطح التل من الوسط وباتجاه الشمال قليلاً، كما يبعد “تل الأشعري” 1 كم فقط من بداية “وادي الهرير” “احد روافد “وادي اليرموك”.
التل عبارة عن دير يتألف من ثلاث طبقات، يبلغ طول التل نحو 400 متر وعرضه 200 متر وارتفاعه ما بين 20 و 25 متراً.
وكان عبارة عن دير يتألف من ثلاث طبقات، يحتوي على ما بين/ 300/ و/ 400 /غرفة وهو محصن بشكل جيد من إحدى جهاته بالوادي الذي يبلغ عمقه نحو/ 300/ متر ومن الجهات الأخرى بحجارة متدرجة ضخمة مرصوفة، تعجز أعتى الجيوش عن اختراقها، وامتدت المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في التل أثناء أعمال التنقيب، التي نفذتها البعثات الوطنية خلال مواسم التنقيب من العام 1943 وحتى اليوم مثل “القواطع والنصال ورؤوس السهام الحجرية” التي تعود إلى العصور الحجرية.
إن مدينة الأشعري، كانت موجودة بقوة في فترة عصر الحديد الذي يبدأ من العام 1200 قبل الميلاد، ويدل على ذلك وجود الأسوار الضخمة القائمة حتى الآن، والتي كانت تشكل خطاً دفاعياً للمدينة.
اليوم وبعد تحرير تل الأشعري تلك الأيقونة التي تعرضت للنهب والتخريب من قبل تنظيمات إرهابية نفذت اعتداءاتها الممنهجة بأمر من مشغليها وفي مقدمتهم كيان العدو الإسرائيلي على كنوز أثرية تحكي عراقة الحضارة السورية وعمق وجودها الإنساني.
رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد النصر الله بيّن أن تل الأشعري تعرض للاعتداءات بالمواد المتفجرة والحفر بالآليات الهندسية الثقيلة والتنقيب بأدوات متعددة من قبل مجموعات متخصصة في التخريب مضيفاإن سويات التل تعرضت لأضرار كبيرة.
ويشير النصر الله إلى أن البحث عن اللقى الأثرية وبيعها وسرقة محتويات التل من فخاريات وبرونزيات ومدافن وتهريبها الى دول الجوار كانت أبرز أهداف المجموعات الإرهابية على مدار السنوات السبع الماضية.
البعث ميديا || درعا- دعاء الرفاعي