كتاب لإسماعيل مروة.. الرواية السورية في النصف الثاني من القرن العشرين
“البنية والرؤية في الرواية السورية في النصف الثاني من القرن العشرين” عنوان الكتاب الصادر حديثا للدكتور إسماعيل مروة وتناول عبره مراحل تطور الرواية في سورية ونظرتها للسياسة وللمجتمع والصوت الروائي النسائي.
الكتاب الصادر عن دار الشروق للطباعة والنشر ينطلق من دراسة الرواية السورية عموما من حيث البنية والرؤءية انطلاقا من أنها منذ منتصف القرن العشرين بدأت تأخذ دورها البارز بعد أن أصبحت منبرا للتعبير عن الآراء السياسية لكن مروة يؤكد نجاح الخطاب الأدبي فيها وإخفاق الخطاب السياسي والإيديولوجي.
ثم يعرض الكاتب مروة لتطور الرواية السورية بعد أن أخذت الأفكار السياسية تفد إلى أرضنا الخصبة والظامئة لأفكار جديدة ظهرت من خلال معالجة الروائي للمجتمع والتاريخ والمرأة وانعكاس التيارات الفكرية والوطنية والقومية والاشتراكية في المجتمع السوري على الرواية التي كانت تميل في تلك الفترة للتاريخ كما في رواية سيد قريش لمعروف الأرناؤوط.
ومع نهاية الخمسينيات شهدت الرواية السورية نهضتها الكبرى بحسب المؤءلف وأصبحت جاهزة لاستقبال الآراء الفكرية المتعددة وقبول مشاركة المرأة في الحياة الأدبية والروائية وظهر في هذه المرحلة أدباء أمثال صدقي اسماعيل وحنا مينه ووليد اخلاصي وغيرهم وطغى على الرواية الهم القومي والسياسي كرواية “متى يعود المطر” لأديل نحوي.
كما برز صوت المرأة في تلك الفترة كسلمى الحفار الكزبري وكوليت خوري ثم غادة السمان التي أحدثت في رواياتها صعقة في الموضوع والطرح كما في “بيروت 75″ و”الرواية المستحيلة”.
ويرى الباحث أنه ما من رواية سورية خرجت عن إطار السيرة الفردية أو الجمعية لتتحول إلى جزء من شخصية الكاتب والمجتمع وسيرة لواقع اجتماعي وسياسي فلم تتحول إلى حرفية ومتابعة وتحليل كما في مثيلتها الغربية التي تتملك شرط الحرية معتبرا أن الروائيين السوريين رغم تباين بيئاتهم جمعتهم وحدة الموضوعات المطروحة والصراع التاريخي والاجتماعي.
كما يتطرق مروة إلى الطفل في الرواية السورية حيث يظهر بصور مختلفة واقعية أو تحررية او مثيرة للشفقة إضافة إلى الخيال العلمي حيث بدأت في إطار الأدب الموجه للفتيان وتبلورت عند الدكتور طالب عمران الذي أخلص للخيال العلمي وملك قبضته.
ويفرد المؤءلف بابا لمعالجة عدد من الروايات السورية منها العصاة لصدقي اسماعيل وأيام معه لكوليت خوري ومكاتيب الغرام لحسيب كيالي كما يخصص بابا للشخصية في الرواية السورية وبناء النص من حيث أنها حامل للعمل الروائي ولرسالته.
يقع الكتاب في 308 صفحات من القطع الصغير ويشار إلى أن الدكتور مروة يحمل دكتوراه في اللغة العربية ويعمل في الصحافة والبحث إضافة إلى عملة كأستاذ في جامعة دمشق.