لوحات من وحي الحياة وتراب فلسطين في معرض محمد الركوعي
يقدم الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد الركوعي في معرضه المقام حاليا في صالة لؤي كيالي بالرواق العربي لوحات نابضة بالحياة والحلم والتفاؤل والأمل.
موضوعات لوحات المعرض الذي حمل عنوان جدائل الروح متصلة بحياة الإنسان ومحيطه من حيوانات وحجارة كشريك له على هذه الأرض بما تركه فيها من قلاع وبيوت وماض ومستقبل، إضافة إلى الألوان التي توحي بالحرارة والدفء والجمال الذي أراده الفنان سلاحا في مواجهة عدوه المغتصب للأرض والحياة.
المعرض الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أعطى فيه الفنان الركوعي معاني جديدة للأشياء غير المألوفة سابقا، فالغراب الذي رمز إلى البين والفراق عند العرب هو رمز جديد عند الفنان يوحي بالبراءة والإخاء منطلقا من حضوره في الإسطورة عبر معان متعددة غير سلبية.
كما نجد في لوحات الركوعي ثنائيات الذئب والحمل والحلم واليقظة والواقع والأمل حيث قال في تصريح له: “ينتمي فني إلى المدرسة الواقعية حينا والرمزية حينا آخر وللوحة عندي قصة يتمازج فيها الزمن قديمه وحديثه والإنسان بذكورته وأنوثته”، معتبرا أن تجربته الفنية امتداد للرسم الذي تركه الإنسان الأول على الجدران والحجارة للطيور والحيوانات التي شاركته الحياة.
ورأى الفنان الركوعي أننا في هذا الزمن نتعرض لعدوان شرس تشنه علينا وحوش بشرية من المغتصب الصهيوني وتنظيم “داعش” الإرهابي، مؤكدا أن الفن إحدى وسائل التصدي لهذا العدوان بالريشة واللون والجمال.
وتشغل رموز فلسطينية بحضور لافت لوحات الركوعي وعن ذلك أشار إلى أن التراب والأرض والأم والزوجة الفلسطينية محور كل ما يرسم للتأكيد على الهوية الوطنية والتي يسعى الاحتلال لطمسها وإنكار وجودها.
يشار إلى أن الركوعي من مواليد قطاع غزة عام 1950 حاصل على شهادة دبلوم تربية فنية وعمل مدرسا في مدارس القطاع قبل أن تعتقله سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1973 وتحكم عليه بالسجن المؤبد لمقاومته الاحتلال وليتم الإفراج عنه في عملية تبادل للأسرى عام 1985حيث اختار الإقامة في مدينة دمشق وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية ومشارك دائم في معارض جماعية كما أن له عدة معارض فردية داخل سورية والوطن العربي.