أنقرة تصنف “هيئة تحرير الشام” تنظيماً إرهابياً!!!
أُجبِرت تركيا على الاعتراف بأن ميليشيا “هيئة تحرير الشام” جماعة إرهابية، وهذا التغيير في المواقف كشف عن تطورات هامة في الساحة السورية.
من المعروف أن ميليشيا “هيئة تحرير الشام”، “جبهة النصرة” سابقاً، جرى تصنيفها تنظيماً إرهابياً في مجلس الأمن ومن قبل حكومات غربية وحكومات المنطقة منذ فترة طويلة، وهذا التصنيف كان نتيجة لمجاهرة “النصرة” بانتمائها إلى تنظيم القاعدة، المصنّف أصلاً كتنظيمٍ إرهابي منذ فترة طويلة.
بعض الحكومات الغربية وحكومات المنطقة، وفي مقدمتها حكومة النظام التركي، من أجل تبرير تعاونها مع تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، طلبت تغيير اسمه، هذا ما حدث عندما أصبح التنظيم يحمل اسماً جديداً هو “هيئة تحرير الشام”.
واشنطن أعادت تعريف ميليشيا “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، مؤكدة أنها امتداد لجبهة النصرة، لكن تركيا، التي أدرجت “جبهة النصرة” على لائحة المنظمات الإرهابية، لم تحذ حذو الولايات المتحدة بإطلاق هذه الصفة على “الهيئة”، واستمرت بالتعاون معها بذريعة أن أنقرة لم تصنفها كمنظمة إرهابية.
اليوم بعد الاستعدادات التي يقوم بها الجيش العربي السوري لاقتلاع “هيئة تحرير الشام” الإرهابي في إدلب، وبعد الضغوط التي مارستها روسيا على تركيا لتحديد موقفها من “الهيئة”، وفشل أنقرة في إقناع تلك الميليشيا بحل نفسها، اضطرت إلى الإعلان أنها تصنف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية.
من الواضح أن حشود الجيش العربي السوري، وضعت تركيا حزب العدالة والتنمية أمام خيارين لا ثالث لهما: الخيار الأول، التخلي عن “هيئة تحرير الشام” لا سيما بعد رفض “الهيئة” حل نفسها، وبعد قيامها بعمليات قتل واغتيال واسعة لخصومها ومنافسيها، بمن فيهمن من خصوم ومنافسين مرتبطين بالمخابرات التركية.
والخيار الثاني، استمرار الدفاع عن الميليشيا الإرهابية، وبالتالي تحمل تبعات مثل هذا الموقف من الناحيتين السياسة والعسكرية، فمن الناحية السياسية تحملها مسؤولية دعم تنظيم مصنف بالقانون الدولي على أنه تنظيم إرهابي، وعسكرياً احتمال الصدام مع الجيش العربي السوري وحلفائه، لا سيما روسيا، وبديهي أن مثل هذا الصدام له تداعيات وكلفة كبيرة في ظل وصول العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة إلى مستوى من التدهور لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية.
وهكذا اختارت أنقرة الخيار الأول، ورضخت للضغوط وقبلت بتصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، أي رفع الغطاء عنها وربما حجب تقدم الدعم لها في المعركة المقبلة مع الجيش العربي السوري.