اكتشاف خزان مياه أثري وسط مدينة نوى بريف درعا
خلال أعمال تفقد المواقع الأثرية في المواقع المحررة عثرت عناصر دائرة آثار الصنمين بمحافظة درعا عن خزان مياه أثري كبير الحجم في مدينة نوى كشفت عنه أعمال التنقيب العشوائية عن الأثار التي قامت بها في وقت سابق التنظيمات الإرهابية المسلحة وسط المدينة.
وأشار رئيس دائرة آثار الصنمين باسل الجهماني إلى أنه خلال فترة الأزمة في سورية قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة بتنقيبات عشوائية في المدينة القديمة بنوى بحثاً عن الآثار الثمينة وبعد تحرير المنطقة من الإرهاب وخلال جولة فريق عمل الدائرة في مدينة نوى الأثرية اكتشف خزان مياه أثري بأعلى المنطقة.
ولفت الجهماني إلى أن الخزان المكتشف هو عبارة عن بناء مربع الشكل بعمق حوالي 5ر7 أمتار جوفه مبني من الحجر البازلتي المشذب ومطلي من الداخل بالبازلت المطحون وبداخله قناطر و يعتقد أنه استعمل في فترات سابقة لتخديم حمام أو منشآت دينية أو صناعية بدليل وجود كتل حديدية خام قد تستعمل لتصنيع الأدوات الزراعية أو أدوات الحرب.
الباحث في تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية نضال شرف لفت إلى أن جدران الخزان سميكة و يتسع لنحو 100 برميل من المياه وكان يعبأ في السابق بشكل مستمر عن طريق قناة جر الجابية أو البجة التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن الخزان، مبيناً أن القناة كانت تروي نوى مع بعض الينابيع كالمطخ والبلد.
وأشار شرف إلى أن الحجارة المستعملة في بناء الخزان ضخمة مطلية بالخفان الأحمر المطحون مع الحجر الكلسي ليصبح عجينة تغطي الحجر بسماكة 15 سم حفظاً للمياه من التسرب، مضيفاً إن سقف الخزان من الحجر متقن الصنع متوضع على قنطرتين من أجل الإغلاق بإحكام منعا للتلوث و التسرب.
وبين شرف أن للخزان درجاً من الأعلى وبشكل مائل حتى يصل لقعره ويتألف من 25 درجة متوضعة بشكل منفرد وغير متلاصقة ومتداخلة مع جسم الخزان، موضحاً أنه عثر ضمن الخزان على بعض الحجارة المنحوتة و المنقوشة طمرت مع الزمن ويظهر أحدها بصورة “أسدين” من البازلت وأمامهما مزهرية وفوقهما رأس خروف في حين يحمل الثاني كتابات يونانية لم تترجم حتى الآن.