بعد أن ضربت محاصيل بعض المحافظات…آفة تهدد محصول الزيتون بحمص
ينذر انتشار دودة ثمار الزيتون التي أصابت بساتين الزيتون في محافظة حمص بانخفاض كبير في إنتاج الزيتون والزيت.
الإصابات بهذه الآفة تتفاوت بين منطقة وأخرى والمزارعون يعزون ذلك بالدرجة الأولى إلى الظروف الجوية وعدم تطبيق برنامج مكافحة لشجرة الزيتون ما ساهم في سرعة انتشار الوباء.
يقول درويش كمالة مزارع من قرية مسكنة بريف حمص الجنوبي: 90 بالمئة من محصولي على الأرض مضيفا: “لدي 100 دونم زيتون وكافحت الإصابة عدة مرات إلا أن المبيدات سيئة ولم استفد شيئا وكل عام أنتج نحو 350 غالون زيت ولا أتوقع ان أنتج 40 غالونا هذا الموسم”، داعيا مديرية الزراعة إلى أن تبكر في افتتاح المعاصر عسى أن نعوض قليلا من خسارتنا.
المهندس الزراعي فراس عطا الله من قرية الريان بريف حمص الشرقي يوضح أن نسبة الإصابة بدودة ثمار الزيتون تتراوح بين 30 و 70 بالمئة وهي تعتبر جائحة تصيب كل البساتين وساهمت الظروف الجوية السيئة في ظهور الإصابة قبل أوانها الذي اعتاد عليه الفلاحون ولذلك تأخروا بعمليات رش المبيدات.
عمري 50 عاما ولم يسبق لي أن شاهدت ظاهرة تساقط ثمار الزيتون بهذه الكثافة ويباسه على أمه يقول نجدت حنا من قرية الزويتينة بريف حمص الغربي التي تشتهر بزراعة الزيتون، مضيفا: “لم نجر عمليات مكافحة خلال السنوات الماضية ورغم ذلك كان الإنتاج جيدا وهذه الظاهرة تعاني منها كل المنطقة والمشكلة عامة”.
اسبر طعمة مزارع من قرية الخنساء بالريف الغربي يقول: “لدي نحو ألف شجرة لكن 90 بالمئة من الثمار أصبحت على الأرض، مشيرا إلى أن تساقط حبات الزيتون كان يحصل خلال المواسم الماضية ولكن ليس في هذه الفترة من السنة وإنما في أيام القطاف وبعد الأمطار إلا أن ما يحصل حاليا هو يباس كامل ولا يمكن قطاف المحصول.
وعلى عكس الريف الغربي فإن قرى منطقة المخرم بالريف الشرقي سجلت نسب إصابة خفيفة نظرا لجفاف الطقس ورغم ذلك يشير أحمد كلثوم مزارع من المنطقة إلى أن لديه 300 شجرة والإصابة واضحة وخاصة في بساتين السقي مضيفا: “إن المصائد التي تم تعليقها في البساتين لم تحقق النتيجة المرجوة منها بسبب اهمال العديد من الفلاحين لاستخدامها ما يفقدها فعاليتها ولا سيما في حال انتشار الإصابة والحشرة في البستان المجاور”.
محمد العلي مزارع من المخرم يتحدث عن ارتفاع تكاليف الرش والمبيدات فوق طاقة الفلاحين مع العلم أن المحصول بحاجة إلى نحو أربع رشات في الموسم، لافتا إلى أن هذه السنة استثنائية بهذا الانتشار الكثيف للإصابة وستؤدي حتما إلى ارتفاع أسعار الزيتون والزيت.
الوضع استثنائي لم تشهده حمص مطلقا يقول المهندس ناجي ساعي رئيس دائرة الزيتون في مديرية زراعة حمص مضيفا: إنه في حال تكرر هذا الطقس يجب توعية المزارعين بالتبكير بمواعيد الرش وفي حال أهمل بعض الفلاحين عمليات الرش سيؤثر ذلك سلبا على باقي الحقول التي وضعت فيها برامج مكافحة.
ويوضح ساعي أن الإصابة منتشرة في كل مناطق حمص وبنسب متفاوتة واجمالي المساحات المزروعة بالزيتون يبلغ 96 ألف هكتار وتتركز في ريف حمص الغربي ومنطقة المخرم، لافتا إلى أن مديرية الزراعة قدرت إنتاجها للموسم الحالي ب 80 ألف طن خلال شهر أيار الماضي ولم تكن الإصابة متفاقمة لهذا الحد.
الفلاح يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية انتشار الإصابة وحجم تفاقمها وفقا لرئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة المهندس أحمد نصر الحسين ويشير إلى أنه تم توزيع نحو 800 كغ مواد جاذبة مجانا على الفلاحين إلا أن المشكلة لم تحل.
فادي عتوم صاحب معصرة في مشتى عازار يبين أنه بدأ استلام الزيتون من المزارعين الراغبين بالعصر ومنه ما هو متساقط والبعض تم قطافه، موضحا أن انخفاض الانتاج هذا العام غير مسبوق.
موفق زكريا رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين بحمص يؤكد أن واقع إنتاج الزيتون لهذا الموسم سيىء جدا محملا الفلاحين جزءا من المشكلة بسبب إغفالهم للرش الوقائي ولجوئهم إلى الأدوية والمبيدات من المراكز الخاصة.
وحول إمكانية التعويض بين زكريا أن الإصابات الحشرية غير مشمولة بالتعويض على الأضرار لأنها ليست كوارث طبيعية كالصقيع والحرارة والأمطار.
مدير زراعة حمص المهندس نزيه الرفاعي قال: “قمنا بأخذ عينات للثمار المصابة ليتم تشريحها في مخبر الوقاية ولمتابعة برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة هذه الحشرة ووزعت المديرية مواد هيدروليزات البروتين وبيوفوسفات الأمونيوم على الفلاحين عن طريق الوحدات الإرشادية لاستخدامها ضمن المصائد الغذائية الملونة الجاذبة في منتصف شهر حزيران الماضي كما تم توزيع المصائد الفرمونية الجنسية وبمعدل 2 مصيدة للهكتار”.
وتنتشر زراعة الزيتون في كل مناطق حمص نظرا لأهميتها الاقتصادية والغذائية وقلة حاجتها للخدمات الزراعية بالمقارنة مع باقي الأشجار المثمرة ويوجد في حمص أكثر من 15 مليون شجرة منها أكثر من 10 ملايين شجرة مثمرة.