طرطوس.. منافسة المواطنين على شباك بيع الخبز من قبل أصحاب المتاجر
كثر الحديث في الآونة الأخيرة في طرطوس عن موضوع (الخبز) ومدى توافره، ورددت وسائل التواصل الاجتماعي أصداء هذا الحديث بشكل كبير يعبّر عن مدى جدية هذه المشكلة التي تمس جميع المواطنين مهما كانت شرائحهم الاجتماعية، وكان اللافت في تلك الأحاديث تراجع الاهتمام بنوعية «الرغيف» ومدى تحسّنه بعد أن أصبح تأمين الخبز هو الشغل الشاغل للجميع!!
وهنا لابد من السؤال هل تعتبر أزمة مفتعلة (بفعل فاعل) أم أزمة عارضة فرضتها ظروف استثنائية مستجدة تتعلق بالطحين وتلاعب الأفران الخاصة بكمية الخبز المنتج والمتاجرة بالدقيق المدعوم كما أعلنت الجهات الرسمية؟
من الطريف أن المعتمدين كانوا كبش فداء هذه الأزمة في المدينة أقله حتى الآن فإلغاء دورهم في إيصال الرغيف إلى الأحياء حصل تحت حجج غير مقنعة برأينا.
اتصالات وشكاوى عديدة تلقيناها في مكتب «الوطن» في طرطوس على مدى الأسابيع القليلة الماضية أوصلنا معظمها للمعنيين.
واليوم ومع استمرار المشكلة بأشكال مختلفة نشير إلى شكوى خطية وصلتنا يوم الخميس الماضي حيث تقول المواطنة سهير محمد: الخبز لقمة عيش المواطن وغذاؤنا الأساسي هو الخبز، لكن في طرطوس أصبح الحصول على ربطة خبز حلم المواطن كما هو حلمي حيث إنني ومنذ شهر لم أستطع الحصول على ربطة خبز واحدة من المخبز الآلي في الغمقة الغربية في سوق الخضرة قرب شارع العريض!
وتضيف: إن مكان سكني قريب من المخبز وكنت أحصل على خبزي منه بشكل دائم من دون معاناة، لكن منذ فترة بات ينتهي بيع الخبز في هذا المخبز قبل العاشرة صباحاً مع بقاء بعض العاملين في محلات السوبر ماركت ينتظرون وبالاتفاق مع موظفي توزيع الخبز حيث يتم إعطاؤهم الخبز عن طريق باب المخبز والنافذة ولأكثر من مرة، حتى إنهم ينادونهم بالاسم ويعطونهم الخبز وفِي إحدى المرات اشتريت الربطة من هؤلاء الأشخاص عند النافذة لأن الموظفة لم تعطني أي ربطة ومرة أخرى قامت إحدى الموظفات بالتوقف عن بيع الجميع وأعطت الخبز، لمطعم فلافل ونادته بالاسم أمامنا، علماً أن محلات الفلافل ممنوع عليها استخدام خبز القطاع العام فيها.
وهنا أقول: أستطيع التعرف إلى هؤلاء الموظفين من بين ألوف الأشخاص، وقد ذكرت ذلك على صفحتي على الفيس بوك عدة مرات واتصلت بمدير فرع المخابز السابق وردت علي السكرتيرة حينها ولكن ما من مجيب أو معالجة لهذا التسيب!
إن أصحاب السوبر الماركت ينافسوننا على شباك بيع الخبز ولولا ذلك لكان الخبز كافياً ولما كانت تلك الزحمة على المخبز مع الإشارة إلى أن سعر ربطة الخبز بالفرن 50 ليرة سورية وفي السوبر ماركت الذي يغتصب خبزنا تباع لنا بـ100 ليرة سورية، علماً أنه ليس معتمداً وليس معه ترخيص ببيع خبز القطاع العام.
هذه الشكوى حملناها نحن والشاكية قبل ظهر أمس السبت وتوجهنا بها لمكتب مدير فرع المخابز يحيى عبد الرحمن أحمد ووضعناه بالتفاصيل وكان تجاوبه كاملاً حيث وعد بمعالجة كل ماورد فيها بما في ذلك موضوع بيع الخبز لأصحاب السوبرماركت وموضوع المعتمدين في المدينة بعد أن أكدنا ضرورة عودتهم وفق ضوابط دقيقة وذلك بالتنسيق مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
أخيراً، «الخبز» خط أحمر ولذلك يجب علينا جميعاً التكاتف لإبعاده عن دائرة الأزمات والتجارب وهذا لا يعني مطلقاً عدم التشدد في مراقبة الأفران ومحاسبة المخطئ ومعاقبته لا معاقبتنا نحن جموع المواطنين الذين لا حول لنا ولا قوة والخبز لنا هو «شريان الحياة»!