عالم آثار هنغاري: سورية لديها أغنى مخزون للتراث الإنساني
أكد رئيس البعثة الأثرية الهنغارية السورية رئيس قسم الآثار في جامعة بازماني الهنغارية الدكتور مايور بالاج أن سورية تصدت لأعنف أنواع الحروب والمؤامرات التي استهدفت مكوناتها الطبيعية والتاريخية والبشرية واستطاعت بمقاومتها المتأصلة الحفاظ على حضارتها الغنية وتراثها العريق.
ولفت بالاج في حديث له إلى أن لدى سورية أغنى مخزن للتراث الثقافي وتملك عددا كبيرا من المواقع الأثرية وقال: “في سورية نشعر أننا في وطننا الثاني ولم نتردد أنا وزملائي بالبقاء في سورية رغم الحرب وتعلمنا من شعبها الكثير من الصبر والإصرار”.
وكانت البعثة الأثرية السورية الهنغارية المشتركة بدأت أعمالها الموسمية نهاية شهر أيلول الماضي في قاعة الكنيسة بقلعة الحصن في ريف حمص، حيث يتركز العمل على تجهيز معرض أو قاعة استقبال الزوار بالقلعة كما يجري التحضير لاستكمال بعض أعمال الترميم والتأهيل فيها.
وحول زيارة البعثة وما تضمنته من أعمال أوضح رئيسها بالاج أنها “تمثل موسم العمل الميداني الخريفي المنتظم في قلعة المرقب حيث تتكرر زيارتنا للانضمام إلى زملائنا السوريين في مواصلة توثيق الموقعين واكتشافهما وتنفيذ الترميمات اللازمة للأماكن والأجزاء المتضررة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية”.
وتضمنت أعمال البعثة في زيارتها الأخيرة حسب بالاج الانتهاء من مرحلة الحفر لوضع اللمسات الأخيرة على الخطة التفصيلية لقلعة الحصن الداخلية إضافة إلى بعض الحفريات لإنقاذ الكنيسة التي اكتشفت خارج القلعة حيث أخذت لوحاتها الجصية إلى القلعة لجمع القطع المتساقطة بهدف إعادة البناء الكامل للجدارية.
ولفت عالم الآثار إلى التنسيق الحاصل مع مديرية آثار طرطوس لتجهيز مركز الزوار الجديد الخاص بقلعة المرقب آملا أن يفتتح بحلول ربيع العام القادم، مبينا أن البعثة تقيم العديد من المحاضرات والدروس لطلاب سوريين وهنغاريين.
وتعمل البعثة الهنغارية في سورية منذ عام 2000 وانجزت بالتعاون مع الخبراء السوريين الكثير من الأعمال في قلعتي المرقب والحصن منها عزل سطح الكنيسة في قلعة الحصن وحماية بعض اجزائها وإجراء التنقيبات التي أثمرت عن اكتشاف القنوات ومصاريف المياه باستخدام طريقة التصوير الثلاثي الأبعاد للحفاظ على الحجارة الأثرية ومواقعها الصحيحة.
وتعتبر قلعة الحصن قلعة تاريخية مهمة لاحتوائها على تراث إنساني عظيم وتم تسجيلها عام 2006 على لائحة التراث العالمي باليونيسكو.
وختم بالاج بالإشارة إلى تعاطف بلاده مع الشعب السوري حيال ما تعرض له من إرهاب، لافتا إلى المنح الدراسية السنوية التي تقدمها بلاده للطلاب السوريين بهدف تأهيل الأفراد الذين سيسهمون في إعادة بناء وطنهم واستقبال معهد الآثار في جامعة بازماني نحو 50 طالبا سوريا في الماجستير والدكتوراه وتدريبهم حول علم الآثار السوري وإعادة إعماره وتنشيطه و توظيفه باستخدام أحدث التقنيات المرتبطة بأبحاثهم.