الشريط الاخباريمحليات

في اليوم العالمي لكبار السن.. جهود لافتتاح دور رعاية جديدة وإعادة النظر بالقوانين الخاصة بهم

دار حكومية واحدة و24 جمعية أهلية هذا ما تبقى لكبار السن بعد سبع سنوات من الحرب الإرهابية على سورية مع وعود بافتتاح دار لرعاية المسنين المشردين قريبا ومراكز نهارية ونواد للانشطة.

وفي اليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف الأول من شهر تشرين الاول يرى المتابعون لهذا الملف أن المسنين في سورية بحاجة إلى بيئة صديقة لهم من حيث التخطيط العمراني والرعاية الصحية وأماكن الأنشطة الاجتماعية وغيرها.

مديرة الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ميساء ميداني قالت: “إن فئة المسنين ليست بالفئة الكبيرة من حيث عدد السكان في سورية لكن بسبب ظروف الحرب الإرهابية تضاعفت احتياجاتهم نتيجة هجرة الشباب وغياب المعيل ونزوح الأسر”.

وأضافت ميداني إن عددا كبيرا من مراكز رعاية المسنين تعرض للتدمير وخرج من الخدمة بسبب الاعتداءات الإرهابية واليوم “لا يوجد سوى دار حكومية واحدة لإقامة المسنين وهي دار الكرامة بدمشق فيها 87 مسنا إضافة إلى 24 جمعية أهلية مختصة برعايتهم وتأمين الخدمات لهم”.

وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية وضعت بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الاسرة والسكان استراتيجية لرعاية المسنين بدأت العام الماضي بترجمتها عبر خطة وطنية في عدد من المجالات منها ايجاد برامج تدريب لمساعدة المسنين من خلال تدريب متطوعين في الجمعيات الأهلية أو الراغبين بالعمل عبر دورات في مركز الإرشاد الوظيفي التابع للوزارة، إضافة إلى السعي لتفعيل ملف التأمين الصحي للمسنين المتقاعدين.

وكشفت ميداني أن الوزارة قامت بالتعاون مع الهيئة العليا لشؤون اللاجئين بتجهيز قسم من دار تشغيل المتسولين والمشردين بمنطقة الكسوة في ريف دمشق بهدف تخصيصه لإقامة المسنين على أن يفتتح خلال الشهر الجاري.

وعن الخطة المستقبلية للوزارة لفتت ميداني إلى أنها تتضمن إحداث دور رعاية ونواد للمسنين والعجزة وتأهيل كوادر متخصصة برعايتهم وإقامة أنشطة ترفيهية واجتماعية لهم ومراكز نهارية لرعايتهم.

وتعمل الوزارة حسب مديرة الخدمات الاجتماعية من خلال الجمعيات الأهلية لتأمين المعينات الحركية والأدوية للمسنين المسجلين لدى الجمعيات أو الوزارة من خلال المنح المجانية التي تقدم من المنظمات الدولية غير الحكومية، مشيرة إلى أن العقوبات الاقتصادية على سورية أثرت على تأمين تلك المستلزمات بشكل مباشر.

بدوره ذكر رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور أكرم القش في تصريح له أن الدراسات تقدر نسبة كبار السن ممن تجاوز عمرهم ال60 عاما بأكثر من 6 بالمئة من تعداد السكان في سورية ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 10 بالمئة في عام 2025 وتقوم الهيئة حاليا وفقا للقش بإعداد دراسة جديدة لواقع المسنين بعد تغير المؤشرات نتيجة ظروف الحرب وبهدف تحديد الاحتياجات لتكون ضمن الخطة الوطنية لرعاية المسنين والبرامج التنفيذية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومختلف الجهات المعنية الأخرى.

ولفت القش إلى ضرورة تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بالمسنين لجهة تلبية احتياجاتهم بشكل أوسع وبما يتواءم مع الواقع الحالي مع العمل على تأسيس بيئة صديقة للمسنين من حيث التخطيط العمراني فضلا عن الاهتمام بالواقع الصحي لهم عبر تخصيص مشفى لرعاية كبار السن، مبينا أن الدراسات السابقة التي أجرتها الهيئة قبل الحرب الإرهابية على سورية لتحديد احتياجات المسنين أكدت أن الرعاية النفسية والتواصل مع المجتمع والأسرة من أهم احتياجات هذه الفئة.

وتسعى الهيئة كما أوضح القش إلى تأسيس مشروع يشمل تقديم الخدمات لكل أفراد الأسرة تحت اسم بيت الأسرة من ضمن أهدافه رعاية المسنين.

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة حددت عام 1990 يوم الأول من تشرين الأول ليكون يوما عالميا لكبار السن بهدف رفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجههم والاحتفاء بإنجازاتهم.

وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه بحلول عام 2050 سيشكل المسنون نحو 22 بالمئة من سكان العالم ما يتطلب وضع خطط لمواجهة هذه الزيادة وتلبية احتياجاتهم.