تجربة شعرية ونقدية تعتمد على الحداثة والالتصاق بكينونة الشعر عند رضوان فلاحة
يقدم الشاعر رضوان هلال فلاحة نصا شعريا يستند إلى الحداثة في الشكل وفي الجوهر مستفيدا مما في العربية من غنى وثراء ليجعل منه ذلك ناقدا أدبيا ينظر إلى النص بما يقدم من جمال ومعرفة ويدعو الأدباء الشباب الى أن يلتزموا بتراثنا ونصاعة لغتنا حتى في أكثر الأشكال الأدبية حداثة.
وحول عمله كناقد وشاعر في آن معا يؤكد فلاحة أن النقد والشعر متلازمان في الإنتاج الحسي الجمالي المعرفي، فالشعر برأيه خطاب جمالي لا ينفصل عن كونه ناقدا للأشياء بتباين وجودها، أما النقد فله وظيفة جوهرية في ترميم واعادة هيكلة التجارب غير الناضجة ليغدو إبداعا يتكامل مع الشعر والأدب.
ومع تأكيده على الجانب الإبداعي للنقد فإن فلاحة يعامل النص الشعري والادبي بأدوات درسية لها ضرورتها تبعا لنضوج النص بمعناه الذي يجعل منه كائنا حيا.
والشعر برأي صاحب مجموعة /جرار الخوف ومطر ناعم/ ماء الحضارة المعرفية وهو غايتها الأسمى قيميا يقدم لنا الجمال في الصورة والفكرة والموسيقا وحدية التباين في المعاني أو توازنها، معتبرا أن الأشكال الشعرية التي انبلجت من رحم الكينونة الأولى للشعر هي في علاقة عضوية معها والا فهي تجربة لم تكتمل أسس تبلورها.
وردا على سؤال حول ظهور العديد من الشعراء في الفترة الراهنة يشير فلاحة إلى وجود ما سماه “تزاحما” لدى البعض على الظهور بلقب شاعر والذين وجدوا ضالتهم عبر الشابكة الإلكترونية لأنها لا تخضع لرقابة، كما أن الشعر كحالة منبرية مغر أكثر من باقي الأجناس الأدبية، مؤكدا أن هذا التزاحم في الكم غير الناضج في غاية الخطورة ويؤدي إلى تأثير سلبي في النوع.
ويدعو فلاحة المعنيين بالثقافة والأدب الى أن يكون لهم دورهم المراقب والموجه والمؤثر ايجابا لما يجري على صفحات التواصل الاجتماعي من تداع أدبي يرتبط بالأنا أكثر من الإبداع.
وحول تمازج الشعر بباقي الفنون يعتبر فلاحة أن التفاعل بين جميع الأجناس والأشكال الابداعية ضرورة تغني الوعي القيمي للابداع والشعر وتمكن من الخوض في الأجناس كلها بكيميائية فظهرت نصوص شعرية حكائية ومسرحية.