مجموعة شعرية تعبق بالحب والوطنية.. “سلاما مواعيد قلبي دمشق”
يبث الشاعر أيمن أبو شعر عشقه الأبدي للوطن والحبيبة والحياة في مجموعته الشعرية الجديدة (سلاما مواعيد قلبي دمشق) على شكل تقاسيم شعرية تحمل بين طياتها أنفاسا عبقة بالحب والوطنية والجمال.
وتظهر مواجع الشاعر في نصوصه التي يمتزج فيها الحاضر بالماضي والحداثة بالقدامة من خلال لغة متنوعة بين السهلة والشفافة حينا والجزلة والموروثة فيقول:”لي في مرابعها صهيل شامخ زغرودة كالعقد يجمع حاضنا جيد الصدى” كما يبث الشاعر حبه لدمشق ممزوجا بعتبه على الأشقاء العرب الذين انقلبوا إلى ثعابين وعقارب تلسعها بالسموم دون مراعاة حق الجيرة والأخوة حيث يقول: “يا شام قلبي لم يزل قطر الندى يروي سهوب العشق افقا للمدى لكنني من فوهات عقارب الصحراء تلسع فوق ظهرك وتبسم الثغر المضرج واثقا ليشد ازري رغم قهرك روحي انسكاب في الورق”.
ويروي الشاعر في قصيدة (عشتار وتجليات الواقع) سفر تكوين الوجود من وجهة نظر ميثولوجيه ليسقطها على الواقع فيعود إلى بدايات الخلق حين كان الكون سديما ثم عانقت عشتار الرمل البتول ونفخت فيه المحبة والحياة من روحها لتبعث الإنسان العاشق إلى الوجود وتبدأ طقوس الحب الذي يتحول إلى حب الأرض والوطن: “فإذا عشتار أفق مد طيفا من عناق لولادات الحدود وإذا العشق انتماء ووطن” ثم يتجبر الانسان ويتحول إلى مخلوق قاتل ومغتصب يخرب كل ما هو جميل على الأرض ليغضب الآلهة التي تحيل كل شيء إلى حريق ورماد وطوفان ثم تقدم القرابين من أجل المغفرة وتتجدد الحياة كما في كل الأساطير.
تقع المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 218 صفحة من القطع الصغير و27 قصيدة متنوعة بين الشكل العمودي وشعر التفعيلة كتنوعها في موضوعاتها بين الوجداني والوطني والأسطوري وتنوعها في لغتها وشاعريتها.
أيمن أبو شعر من الرعيل الثاني في الشعر بعد شعراء الخمسينيات بدأت أولى مجموعاته الشعرية خواطر من الشرق ليتلوها عشرات الكتب المتنوعة بين الشعر والمسرح والدراسات.