مؤتمر علمي بمشاركة خبراء عرب وأجانب.. الاستشعار عن بعد ودوره في مرحلة إعادة الإعمار
انطلقت في فندق داما روز بدمشق اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر الذي تقيمه الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي بعنوان “دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء والإعمار” وذلك بمشاركة خبراء ومختصين عرب وأجانب.
وأكد الدكتور علي الظفير وزير الاتصالات والتقانة في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أهمية الاستفادة من تطبيقات الاستشعار عن بعد في مرحلة التعافي وإعادة البناء والإعمار والوقوف على واقع الموارد المتاحة وبناها المختلفة للتخطيط لها وإدارتها ومراقبة الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها من أجل الحصول على بياناتها مشيرا إلى أن الكثير من المناطق العمرانية في سورية والبنى التحتية من طرقات وجسور ومحطات صرف صحي ومعامل ومناطق تعرضت لأضرار كثيرة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية.
وأشار الظفير إلى أن الوزارة بصدد إنجاز هيكلية جديدة للهيئة وتقوية دورها وتفعيله في خدمة التنمية بكافة القطاعات والتشبيك بينها تفاديا لتكرار الاستثمارات وهدر الوقت والجهد لافتا الى ضرورة خروج المؤتمر بتوصيات تكون دليلا للوزارات المعنية والقطاعات المختلفة للاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد.
من جانبه ذكر الدكتور هيثم منيني مدير عام الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أن المؤتمر ضروري لدعم الجهود الرامية للنهوض بسورية في مرحلة إعادة الإعمار ولا بد من تقييم الاضرار كأساس للبدء وإعادة تأهيل البيئة التي تضررت جراء الإرهاب ومساحات الأراضي الزراعية التي خرجت عن الخدمة والبحث عن مصادر مائية وطبيعية جديدة تلبي احتياجات المرحلة مؤكدا ضرورة التركيز على موضوع التخطيط الإقليمي الذي يعتبر الاستشعار عن بعد والأنظمة الرافدة أهم أدواته.
الدكتور حسين صالح مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي بين أهمية المؤتمر في دعم وتطبيق مشاريع السياسة الوطنية للعلوم والتقانة والابتكار في مرحلة إعادة الإعمار ولا سيما ان الهيئة بدأت منذ شهرين بتفعيل قطاعات هذه السياسة في مختلف المجالات لافتا إلى دور الهيئة في رسم السياسة الوطنية الشاملة للبحث العلمي والتطوير التقاني واستراتيجياتهما بما يلبي متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والتنسيق بين الهيئات العلمية البحثية تنسيقاً كاملاً ودعم الهيئات العلمية البحثية.
من جهته أشار الدكتور حسين إبراهيم المشرف على المؤتمر إلى ضرورة التركيز على البحوث العلمية التطبيقية كرافعة ومكون أساسي لحركة التنمية المستمرة في سورية وتوظيف مفرداته ومخرجاته في عملية إعادة البناء والإعمار مؤكدا ضرورة استعادة الهيئة العامة للاستشعار عن بعد حيويتها وفعاليتها ومكانتها التي كانت تحتلها بين مثيلاتها في الوطن العربي.
وبين الدكتور محمد العياري رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي ورئيس الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك أن انعقاد مؤتمر الهيئة العامة للاستشعار عن بعد يعتبر إنجازا عظيما في ظل الظروف التي تمر بها سورية مشيرا إلى أن بلاده ترتبط بعلاقات شراكة مع الهيئة السورية للاستشعار عن بعد منذ أكثر من 15 عاما وأنه يشارك في المؤتمر من خلال مجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتعلق باستخدامات الاستشعار عن بعد في مرحلة إعادة الإعمار تأكيدا على دعم ومساندة سورية في هذه المرحلة وكسر الحصار العلمي عنها.
وأشار العياري إلى أنه لا يمكن وضع استراتيجية إعادة إعمار أو بناء أسس تنمية من دون استخدام صور فضائية وخدمة المعلومات الجغرافية مبينا أن الاستشعار عن بعد هو الوسيلة الوحيدة القادرة على وضع الاستراتيجية الفعلية والاسلوب والتصور الحقيقي لإعادة الإعمار.
ومن لبنان لفت نصري خوري أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في عودته بعد انقطاع دام ثماني سنوات كما أن هيئة الاستشعار في سورية قبل الحرب كان لها دور مهم على صعيد العالم العربي والعالمي وكان الباحثون من كل الدول يشاركون في مؤتمرها.
ورأى خوري أن إعادة احياء المؤتمر دليل على إعادة الحياة الى سورية وانها انتصرت على الحرب الكونية الارهابية وبدأت تستعيد عافيتها في مختلف المجالات وهذا بفضل ثوابت مؤسسات الدولة ومدى صمود الشعب والجيش في سورية.
مدير مركز اليابان للتعاون الأكاديمي في جامعة حلب الدكتور توفيق البوشي أوضح أن محاضرته في المؤتمر تركز على أهمية مراقبة الموارد الطبيعية وتقييمها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بهدف استثمارها والاستفادة منها وخاصة النباتات الطبية الموجودة في عدد من المحافظات السورية وكيفية الاستفادة من الصور الجوية والفضائية في رصد الواقع على الأرض.
وافتتح على هامش المؤتمر معرض لأبرز استخدامات الاستشعار عن بعد وعدد من المخططات والأبحاث المتعلقة بهذا المجال.
ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى ثلاثة أيام محاور حول الاستشعار عن بعد في التخطيط الإقليمي والبيئي ودور الاستشعار عن بعد في تقدير الاحتياجات من الموارد الطبيعية والزراعية وتقدير الأضرار الناتجة عن الأزمة واعداد الخرائط الغرضية.