Uncategorized

مكونات البنية الدرامية في الشعر السوري للدكتور جمال أبو سمرة

يختلط مفهوم القصيدة المعاصرة عند الكثيرين حتى لم يعودوا يفرقون بين ما هو شعري وما هو غير ذلك ما دفع بالباحث الدكتور جمال جميل أبو سمرة للإضاءة في كتابه “مكونات البنية الدرامية وتطورها في الشعر السوري المعاصر” على أحد جوانب الشاعرية في القصيدة الحديثة.

الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يبحث في البنية الدرامية ويخص الشعر السوري منذ خمسينيات القرن الماضي أي مرحلة ظهور فرسان الحداثة الشعرية الذين وضعوا حجر الأساس للقصيدة المعاصرة حتى اليوم.

ويتناول أبو سمرة في كتابه جيل الرواد أمثال نزار قباني إضافة لمن تلاهم من فايز خضور وممدوح عدوان ومحمد عمران الذين اخذوا حقهم من الدراسة والنقد مرورا بالجيل الثاني الذي وضع بصماته في الشعر السوري المعاصر دون أن يأخذوا حقهم دراسة ونقدا أمثال أيمن أبو شعر وعبد الكريم الناعم وثائر زين الدين ورياض الصالح الحسين وغيرهم.

ويستهل أبو سمرة كتابه بتحديد مفهوم البنية ثم الدرامية في القصيدة المعاصرة مميزا بين الدراما التي تخص المسرح، عائدا الى تاريخها اليوناني وبين الدرامية التي تخص الشعر، محددا انواع تلك الدرامية وانماطها في الشعر السوري المعاصر، منوعا منهج بحثه في الكتاب بين المنهج البنيوي التكويني والاجتماعي والنفسي والتاريخي والاسلوبي، معللا ذلك بما يقدمه الانفتاح على المناهج المتنوعة للباحث من حرية الحركة والتنقل بين النصوص الشعرية ومعالجتها بعيدا عن قسرها في منهج دراسي معين لتحقيق الأهداف المنشودة في البحث.

وينقسم الكتاب إلى خمسة فصول هي الحدث الدرامي في الشعر السوري المعاصر والشخصية الدرامية والحوار وتعدد الأصوات والمفارقة ويقع في 552 صفحة من القطع الكبير، ملقيا الضوء فيها على عدد كبير من شعراء الحداثة الجدد لأهمية شعرهم من جهة ولاتفاقه مع مادة البحث من جهة أخرى، لافتا إلى أهم شعراء المرحلة ليستطيع القارئ التمييز بشكل ما بين ما هو شعري وما هو غير شعري.

يشار إلى أن الباحث الدكتور أبو سمرة من مواليد 1982 حائز دكتوراه في الأدب العربي المعاصر من جامعة دمشق وهو عضو هيئة تدريسية وعضو اتحاد الكتاب العرب في جمعية الشعر له مؤلفات في النقد الادبي منها بنية القصيدة الشعرية عند فايز خضور وفي الشعر حشرجات وتجليات عاشق مكسور الظل، إضافة الى مؤلفاته في أدب الأطفال ومشاركته بتدقيق أكثر من ثمانين كتابا مدرسيا.