الخارجية الروسية: تصرفات واشنطن على الأراضي السورية احتلال واضح
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تعتبر تصرفات واشنطن على الأراضي السورية “احتلالا واضحا”.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها خلال مؤتمر صحفي اليوم: “في شمال شرق سورية وجنوبها وفي التنف يوجد في الواقع احتلال غير مقنّع من قبل القوات الأمريكية لأراضي الدولة السورية ذات السيادة”.
وأضافت زاخاروفا: “وفقا للمعلومات الواردة فإن الإرهابيين الذين وجدوا ملاذا آمنا في منطقة يبلغ طولها 55 كيلومترا تحت السيطرة الأمريكية يقومون بابتزاز المدنيين الذين يريدون الخروج من المنطقة عن طريق إجبارهم على دفع مبالغ مالية”.
وكانت الخارجية الروسية اكدت في وقت سابق الشهر الجاري ضرورة إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية بمنطقة التنف في سورية وإغلاق مخيم الركبان الذي تستخدمه القوات الأمريكية لتدريب وإيواء عناصر إرهابية.
وشددت سورية مرارا على أن وجود القوات الأمريكية وأي وجود عسكري أجنبي على أراضيها دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
وفي سياق آخر أكدت زاخاروفا أن المرشح لمهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية يجب أن يكون مقبولا من الحكومة السورية واستعداد موسكو للتعاون “البناء” معه وقالت: “نؤكد التركيز على التفاعل البناء مع خليفة ستافان دي ميستورا منطلقا من المبادئ الأساسية للوساطة الأممية ويجب أن يكون شخصا مقبولا من الحكومة السورية”.
وكان دي ميستورا اليوم أعلن الأسبوع الماضي نيته الاستقالة نهاية شهر تشرين الثاني المقبل.
من جهة أخرى حذرت زاخاروفا من الانسحاب المحتمل لواشنطن من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى موضحة أنه “أمر يدعو للقلق” وسيكون واحدة من أكبر أخطاء الولايات المتحدة .
وقالت المتحدثة الروسية: “إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب نية بلاده الانسحاب من المعاهدة يؤثر على الأمن والاستقرار الاستراتيجيين وسيكون واحدا من أخطر الأخطاء ضمن الخطوات التي اتخذتها واشنطن للانسحاب من الاتفاقيات الدولية في الفترة الماضية”.
وأضافت زاخاروفا: “لدينا نية لمواصلة العمل مع الجانب الأمريكي ولكن يبدو لنا أن أعمال واشنطن للانسحاب من المعاهدة تحددها إلى حد كبير عدم رغبة القوى المعنية في واشنطن بالاتفاق معنا على أساس المساواة والرغبة في الحصول على ميزة عسكرية في جميع الاتجاهات”.
وكان ترامب اعلن قبل أيام عزم بلاده الانسحاب من معاهدة الصواريخ محاولا تبرير تنصله الجديد من التزاماته بزعم “خرقها” من قبل روسيا وهو أمر نفته موسكو مرارا واكدت عدم وجود دلائل على هذه المزاعم.
وتم توقيع المعاهدة بين موسكو وواشنطن بشأن قيام الطرفين بتدمير ترسانتيهما من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى في عام 1987 وشملت مجموعة واسعة من الصواريخ ذات المدى المتراوح بين/500 و1000/ كم وبين /1000 و5500/كم.