ترامب يواصل ممارسة هوايته المفضلة “الكذب”
يواصل الرئيس الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض بداية العام الماضي الإدلاء بتصريحات غريبة ومتناقضة وصلت إلى حد الكذب وفق العديد من الصحف الأمريكية الأمر الذي أكده أيضاً وزير الخارجية الأسبق جون كيري بأن ترامب يكذب على الشعب الأمريكي ولم يترك ميداناً إلا واختلق الادعاءات والكذب بشأنه وحتى البيئة لم تسلم منه.
وآخر أكاذيب ترامب إعلانه أن بلاده تتمتع بأعلى نسبة من الهواء النقي على وجه الأرض وهو ما سارعت هيئة حماية البيئة في الولايات المتحدة إلى تكذيبه مشيرة إلى أن المعلومات التي ذكرها ترامب “غير دقيقة تماماً” وأن أفضل دولة حالياً من حيث نقاء الهواء هي نيوزيلندا التي استطاعت الوصول إلى تلك النتائج بفضل نقل المنشآت الصناعية الكبيرة بعيدا عن التجمعات السكنية والالتزام بالمعايير البيئية والحفاظ على الطبيعة كما بقيت البلدان الإسكندنافية وسويسرا وفقاً للهيئة في طليعة البلدان الصديقة للبيئة والتي تعد من الأفضل صحياً للعيش.
هي ليست كذبة ترامب الأولى فوفقاً لصحيفة واشنطن بوست فقد فعلها الرئيس الأمريكي بأكثر من 5 آلاف ادعاء كاذب أو مضلل منذ دخوله البيت الأبيض في كانون الثاني 2017 بمتوسط 8 ادعاءات يومية مبينة أن الأكثر لفتاً للأنظار في ترامب هو أن أكاذيبه ليست حتى مبدعة أو منطقية أو يصعب كشفها بل يكذب حتى عندما تكون الكذبة سخيفة للغاية ومن السهل كشفها.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي كذبوا أيضا ادعاءات ترامب حيث أشاروا إلى أن البيانات التي نشرها على تويتر هي من عام 2016 وهي لا تعطي بيانات واضحة مؤكدين أن الولايات المتحدة ليست الأولى حتى لو تم رسمها كلها باللون الأبيض فيما ذكر آخرون أنه إذا تمت مقارنة المعلومات التي أرسلها ترامب مقارنة بالبيانات التي تقولها الدراسة الفعلية فإنه بالحقيقة لم يدرج الدراسة بأكملها ورغبته بتغيير الخريطة تبين أنه على استعداد لتغيير البيانات الرسمية بحيث يلعب في روايته.
وطالب آخرون ترامب في المرة القادمة بقراءة التقرير الكامل قبل أن يلقي نظرة عابرة على الخريطة مبينين أنه استخدم “غريزته الطبيعية” لفهم الصورة الجميلة.
ونقل آخرون بيانات لمنظمة الصحة العالمية تؤكد أن الولايات المتحدة هي رقم 11 في العالم وليس رقم 1 وأن هناك 38 مدينة أمريكية لديها التلوث الأسوأ من الحد الأقصى الموصى به ما يعني أن عشرات ملايين الأمريكيين يتنفسون الهواء غير الآمن كما أورد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من تقرير “حالة الهواء” لجمعية الرئة الأمريكية لعام 2018 ورد فيه أن أكثر من 133 مليون أمريكي يعيشون في مقاطعات ذات مستويات غير صحية من تلوث الهواء.
صحيفة نيوزويك ذكرت من جهتها أن ترامب صرح بأكثر من 170 ادعاء كاذباً خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري حول الهجرة والتجارة والتعرفة الجمركية والضمان الصحي وغيرها من المواضيع في محاولة منه للتأثير على الناخبين لمصلحة حزبه الجمهوري قبيل الانتخابات النصفية المقررة الشهر القادم.
أما كيري فوصف في تصريح له في منتصف الشهر الماضي انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ بأنه واحد من أخطر الأعمال اللامسؤولة التي يرتكبها رئيس أمريكي على مدى التاريخ وقال.. لدينا رئيس يكذب دون أن تكون لديه أي معلومة عن الموضوع والاستناد إلى أي حقيقة علمية.. يكذب على الشعب الأمريكي بشأن وجود عبء مزعوم على الولايات المتحدة بينما ليس في ذلك أي عبء على الإطلاق.
وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كذبت أيضا ترامب في آب الماضي حيث قال المتحدث بإسمها روب مانينغ إن إلغاء الرئيس ترامب عرضاً عسكرياً جاء قبل أن يبلغه مسؤولو البنتاغون بالتكلفة المقدرة لإقامة الفعالية مكذباً رواية ترامب بأنه ألغى الفعالية بعد تلقيه تقديراً مرتفعا بالتكلفة.
ترامب الذي خضع لفحص قدراته العقلية للتأكد من احتمال إصابته بمرض “الخرف” يواجه منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية مطلع 2017 انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها وكان استطلاع للرأي أجري بالتعاون مع 170 من الخبراء السياسيين حول تقييم أداء الرؤساء الأمريكيين ونقلته مجلة نيوزويك الأمريكية كشف أن ترامب كان الأسوأ بين جميع الرؤساء حيث تذيل القائمة التي تشمل أربعين رئيساً بحصوله على 34ر12 بالمئة.