حرفي من حلب هجره الإرهاب ليعيد صناعة الفخار في حمص
بعد أن دمر الإرهاب سوق المهن التقليدية المشهور شعبيا بحي الفاخورة في حمص أحيا الحرفي الحلبي المهجر من الإرهاب احمد عبدالقادر كركوش هذه المهنة باقامة ورشة خاصة لصناعة الفخار في حي عشيرة.
وتعد صناعة الفخار من أقدم المهن التي عرفتها البشرية حسب الحرفي كركوش الذي تحدث لمراسلة سانا عن مراحل صناعة الفخار التي تبدأ من الحصول على المواد الأولية ولاسيما التربة الخاصة التي تتحمل الحرارة المرتفعة جدا حتى الـ 800 درجة مئوية وخالية من الشوائب.
ومن خلف دولاب الفخار يقول الحرفي كركوش:”ورثت المهنة عن أبي وهي مهنة تحتاج إلى صبر وأناة وتمر صناعتها بمراحل عديدة إلى أن تجف وتشوى بالفرن ومن ثم تصبح صالحة للاستعمال”.
وأشار كركوش إلى النماذج الفخارية التي يصنعها من حصالات النقود المنزلية والطناجر للطبخ والمقالي ودلات القهوة والسكريات وأكواب الشاي وغيرها لافتا إلى أن الناس حالياً لديهم اهتمام كبير بالقطع الفخارية وبشكل خاص للأواني المستخدمة في الطهي والتي لها تربتها الخاصة وتعطي نكهة خاصة في الطبخ.
الحرفي كركوش الذي حافظ على مهنته التي يعشقها وأبى أن يهجرها بالرغم من ظروفه المعيشية الصعبة بعد تهجيره بفعل الإرهاب من حلب إلى مدينة حمص اتخذ من بيت مهجور مكانا لورشته وأصر على الاستمرار في الإنتاج والعطاء مع إخوته وأقاربه متحديا ظروف الحياة القاسية.
وبين الطابق الأول والثاني للبناء الذي يعمل به كركوش يعرض العديد من المقتنيات من الأواني والمزهريات والصمديات وكل مايلقى إقبالا من التجار والمواطنين من أدوات فخارية لافتا إلى أن إلى أسعار المقتنيات الفخارية تحدد حسب تكلفة المنتج من عمل وحسب توافر المواد وأسعارها.
وفي ركن آخر من الورشة آلة لكبس القطع الفخارية التي صنعت على شكل دوائر لتقوم بالضغط عليها فتخرج قطعة فخارية للسخانات الكهربائية وعلى السطح توضع المنتجات لتجف فتصطف قطع الفخار المزهوة بعبق التاريخ والاصالة في لوحة فنية جميلة.