الزراعات التكثيفية بدرعا.. إنتاج مقبول وتكاليف أقل

تسهم الزراعات التكثيفية الخريفية في محافظة درعا بتوفير حاجة الأسواق من الخضار بعد انتهاء الموسم الصيفي وتأمين فائض يتم شحنه إلى المحافظات الأخرى وتتميز عن باقي الزراعات بالإنتاج المقبول وقلة التكاليف اللازمة لها لاعتمادها على شبكات الري الحكومية.

ويعتمد الكثير من مزارعي درعا على الزراعات التكثيفية الخريفية في تأمين فرص عمل ومردود جيد فضلاً عن أهميتها في تأمين حاجة السوق من مختلف المحاصيل الزراعية حيث تشكل محاصيل “البندورة والخيار والفاصولياء واللوبياء والذرة” أهم هذه الزراعات وتتميز بجودتها وأصنافها التي تلقى إقبالاً في الأسواق.

المهندس صالح المقداد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بمديرية زراعة درعا بين أن خطة الزراعة التكثيفية للموسم الحالي بالمحافظة تشمل زراعة 1539هكتاراً حيث تم تجاوز الخطة بزراعة 1543 هكتاراً منها 919هكتاراً بالبندورة والباقي بالخضار المتنوعة كالبطاطا والملفوف والباذنجان والفليفلة والخيار وغيرها.

وأوضح المقداد أن مزارعي المحافظة يعتمدون في هذا النوع من الزراعات على شبكات الري الحكومية والآبار الزراعية، كما أنها تتميز عن الزراعات الصيفية بقلة المردودية حيث يؤثر انخفاض الحرارة وهطل الأمطار في الإنتاج ولكنها منخفضة التكاليف.

رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة المهندس محمد الشحادات لفت إلى أن الزراعة التكثيفية تشمل “الخضار والذرة الصفراء وفول الصويا ” وتشكل محصولاً ثانياً بعد القمح ويتم تخصيص 25بالمئة من المساحة المنظمة لهذه الزراعة بكل دورة زراعية، مبيناً أن المديرية تطلق بالتزامن مع هذه الزراعة نشاطات إرشادية وأياماُ حقلية وبيانات عملية لتبيان الأساليب المثلى لخدمة المحاصيل.

واعتبر الشحادات أن نجاح هذه الزراعة يتوقف على الوارد المائي وعزوف أغلب المزارعين عن زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا لضعف المردودية واعتمادهم على زراعة البطاطا الخريفية والبندورة والباذنجان والفليفلة والخضار الورقية لكونها تحقق هامش ربح جيد مع تغطية تكاليف الزراعة.

المهندس الزراعي بهجت الشحادات أشار إلى أن الزراعة التكثيفية تنطلق مطلع آب وتنتهي مطلع كانون الأول من كل عام حيث يزرع الفلاح في محافظة درعا “البندورة والذرة واللفت والزهرة والملفوف والخيار” ومع بداية فصل الشتاء يزرع “الجزر والثوم والبصل”، موضحاً أن إنتاج هذا النوع من الزراعات أقل من مثيلتها الصيفية وبسبب تغير الطقس من الحار إلى المعتدل لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

وذكر الشحادات أن المزارعين يعانون صعوبات التسويق وعدم توافر مستلزمات الزراعة بالكميات المطلوبة خلال موسم الزراعات التكثيفية، داعياً إلى إطلاق قروض من المصارف العامة للنهوض بهذه النوع من الزراعات بالشكل الأمثل.

ويتمتع الفلاح الحوراني بخبرة كافية في هذه الزراعة رغم الصعوبات المتعلقة بالتسويق والأمراض وعدم توافر مستلزمات الزراعة بالكميات الكافية، حيث دعا المزارع حمدي السليمان إلى تأمين مواد المكافحة بشكل مجاني وفي أوقاتها ضمن الدوائر الزراعية والوحدات الإرشادية لمعالجة الآفات التي قد تصيب الخضار التكثيفية، مطالباً بدعم هذه المحاصيل ووضع خطط تسويقية للمحاصيل ووضع خطط تسويقية لها.

أم كنان أشارت إلى أنها تفضل الخضار الخريفية في درعا على مثيلاتها المستجرة من المحافظات الأخرى لتميزها بجودتها وقيمتها الغذائية العالية مؤكدة أن أسعارها مناسبة.