الانتخابات الأميركية.. فشل لترامب أم “نجاح وهمي”؟
وصف الرئيس الأميركي النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس بـ”النجاح الهائل”، لكن مع ظهور النتائج الأولية لا تبدو الصورة كما وصفها ترامب، حسب وسائل إعلام أميركية.
لقد ضغط ترامب بكل إمكاناته في الحملة الانتخابية المشحونة التي سبقت هذه الانتخابات، وذلك لأهمية نتائجها وتأثيرها على مستقبله السياسي وحكمه الحالي.
وبحسب النتائج الأولية، ضمن ترامب والجمهوريون في تلك الانتخابات السيطرة على مجلس الشيوخ بنسبة 51%، فيما اكتفى الحزب الديمقراطي بنسبة 43% من أعضاء مجلس الشيوخ، بواقع 52 مقعدا للحزب الجمهوري مقابل 44 مقعدا للديمقراطي، ومن المنتظر في ضوء هذه النتائج، بأن العديد من المبادرات التشريعية للرئيس الأميركي يمكن أن تواجه بمقاومة شديدة أو رفضها.
وسائل إعلامية كثيرة شككت بوصف ترامب بأنها “نجاح هائل”، حيث اعتبرت “واشنطن بوست” الأمريكية أنه “انتصار حزين” للرئيس ترامب وحزبه الجمهوري، فيما أعلنت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن فوز الديمقراطيين يعد بمثابة “مخرز” في خاصرة ترامب، وسيعيق بشكل قوي عددا كبيرا من سياساته وقوانينه التي يسعى إلى تمريرها.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن فوز الديمقراطيين “تاريخي”، نظرا لأنه الأول من نوعه منذ 8 سنوات بالنسبة للحزب الديمقراطي، حيث فقد الرئيس الأمريكي الأغلبية المريحة في مجلس النواب الأمريكي، لمصلحة الديمقراطيين، الذين باتوا يسيطرون على نسبة 50.3% من أعضاء مجلس النواب، بعد فوز 219 نائبا تابعا لهم، مقابل فوز 193 نائبا جمهوريا بنسبة 44.4% من أصل 435 مقعدا.
وكما يرى مراقبون أن هذه الانتخابات تمثل استفتاء على رئاسة ترامب، ونقلت وكالات إعلامية، إنه قد تكون وطأة هذه الانتخابات على ترامب هائلة، ففي حال سيطر الديمقراطيون على المجلسين أو واحد منهما فقد يستطيعون عكس اتجاه سياسة الرئيس الأميركي.
وفقا لما نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إنه الوضع الجديد سيمكن الديمقراطيين بفوزهم بأغلبية مجلس النواب من “فرض رقابة مؤسسية” على ترامب، منهين السيطرة الجمهورية على مجلسي النواب والشيوخ، ما سيجعل تمرير الرئيس الأمريكي للأجندة اليمينية أمرا صعبا.
لكن مصدر القلق الأكبر، وفقا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”، هو أن مجلس النواب يمكنه فعليا هذه المرة أن يستخدم أدوات ترهيب كبرى ضد ترامب، وأن يلوح للمرة الأولى بورقة “العزل” أو الإقالة.
وينص “الدستور الأمريكي على أن صلاحيات مجلس النواب تصل إلى التصويت على الميزانية، وإقرار مشاريع القوانين، وتوجيه الاتهامات إلى الرئيس وقضاة المحكمة العليا والتحقيق معهم والتي يمكن أن تصل إلى العزل من مناصبهم، علاوة على اختيار رئيس للبلاد، في حالة لم ينل أي مرشح أكثرية في انتخابات الرئاسة”.
وربما يواجه الديمقراطيون صعوبة في مقاضاة ترامب أو محاولة عزله، إلا أنه يبدو أن أعضاء مجلس النواب الجدد من الديمقراطيين يسعون إلى إحراج الرئيس الأمريكي، مثل ما قاله نائب تكساس، آل غرين، من أن مساءلة ترامب القانونية سيكون من أولوياته في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
البعث ميديا || عزيز شحادة