صحيفة أمريكية: مخطط اغتيالات ابن سلمان وجد منذ بداية صعوده
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلا عن أشخاص مطلعين، عن أن مسؤولين كبار في الاستخبارات السعودية، مقربين من محمد بن سلمان، سألوا مجموعة صغيرة من رجال الأعمال العام الماضي عن إمكانية استخدام شركات خاصة لاغتيال من وصوفهم بأعداء إيرانيين للرياض.
ووفقا للصحيفة، فإن النقاشات جرت قبل أكثر من عام على مقتل خاشقجي، حيث كان ابن سلمان يوجه مستشاريه لتصعيد العمليات العسكرية والاستخبارية خارج السعودية، ما يدل على أن كبار المسؤولين السعوديين بحثوا مسألة الاغتيالات منذ بداية صعود ابن سلمان.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن النقاش كان جزءاً من سلسلة اجتماعات لبحث خطة لتخريب الاقتصاد الإيراني، وضعها رجال أعمال أميركيون يملكون خلفيات استخباراتية، أرادوا الحصول على تمويل سعودي لخططهم تجاه بلد يعتبرونه والسعوديين تهديداً كبيراً، فضلاً عما تؤمنه هذه الخطط من دخل مربح لهم.
خلال النقاش سأل الجنرال أحمد عسيري عن إمكانية قتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
مصادر الصحيفة بينت أن رجال الأعمال ترددوا لدى طرح عسيري طلب تنفيذ عمليات الاغتيال المذكورة، وقالوا إنهم بحاجة لمشاورة محاميهم الذي رفض بشكل قاطع الخطة”.
وأضافت بأنه حين أبلغ الأميركيون السعوديين بأنهم لن يشاركوا في أيّ اغتيالات، إلا أن رجل أعمال لبناني أمريكي نصحهم بشركة مقرها لندن تديرها قوات عمليات خاصة بريطانية سابقة لتنفيذ المهمة.
وأوضحت الصحيفة أن رجل الأعمال اللبناني الأمريكي هو من رتب اللقاء، بعد أن كان التقى في وقت سابق ابن سلمان، وعرض الخطة بشأن إيران على مسؤولي إدارة ترامب، مشيرةً إلى أنّ (جو الزامل) “الصهيوني”، الذي تربطه علاقات قوية بأجهزة الاستخبارات في بلده، شارك أيضاً في اللقاءات.
كلا الرجلين شاهدان في تحقيق يقوده روبرت مولر بشأن الخطة الإيرانية المقترحة التي بحثها مسؤولون سعوديون وأميركيون، لكن من غير الواضح الرابط بين هذا التحقيق والتحقيق الأوسع الذي يقوده مولر.
وتؤكد نيويورك تايمز بأن سلطات النظام السعودي رفضت التعليق على الموضوع، وكذلك الأمر بالنسبة لمحامي كل من نادر والزامل، اللذين تعود خططهما بشأن إيران إلى مطلع عام 2016، حيث عرضا خطتهما على المسؤولين السعوديين والإماراتيين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي كان يتوقع فيها فوز هيلاري كلينتون، غير أن فوز ترامب غير حساباتهما، ما دفعهما للسفر إلى نيويورك من أجل تسويق خطتهما في صفوف فريق ترامب الانتقالي والضباط السعوديين.
وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت، في وقت سابق، أن الزامل ونادر ناقشا خطتهما مع مؤسس “بلاك ووتر”، اريك برينس، حين علما بالخطط شبه العسكرية التي كان يعتزم بيعها للسعوديين.
“نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤول سعودي، مطلع على التحقيق بشأن مقتل خاشقجي، أن اهتمام عسيري بالاغتيالات لم يكن مفاجئاً، لكنه لا يعكس السياسة الرسمية.
كما ذكرت الصحيفة أن عسيري معروف بقربه من سلمان، وهو غالباً ما شارك في اجتماعات الأخير مع المسؤولين الأميركيين الذين زاروا الرياض، ما يجعل من الصعب على مؤيدي “ولي العهد” استبعاده عن هذه المقترحات، تماماً كما هو الحال بالنسبة لقناعة أجهزة الاستخبارات الغربية بأن ابن سلمان كان يعلم بالمؤامرة ضد خاشقجي.
فضلاً عن ذلك فإن عسيري والضباط السعوديين الآخرين كانوا يلتقون (نادر) في الوقت الذي كان يلتقي فيه الأخير محمد بن سلمان، وفق ما تنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤولين سعوديين.
وتظهر رسائل الكترونية حصلت عليها “نيويورك تايمز” إشارة نادر إلى محادثات أجراها مع بن سلمان حول المشاريع التي ناقشها مع عسيري.