175 ابنا وحفيدا يشكلون أسرة المعمر أبو محمود
عندما يتجاوز عمر الإنسان قرنا من الزمن فإن الرقم بحد ذاته يصبح خبرا يتداوله الناس حول هذا الشخص والأحداث التي عاصرها والتناقضات التي مر بها بسبب تغير الزمن.
أبو محمود معمر من مدينة شهبا في السويداء تجاوز عمره الـ 105 سنوات أمضى معظمها يعمل في الأرض والمهن المتعلقة بالزراعة لكنه أيضا عمل بمهن أخرى ربما فرضتها تغيرات الظروف خلال قرن من الزمن.
العم توفيق بتجاعيد وجهه ويديه التي حفرها الزمن روى لمراسل سانا بعضا مما أسعفته الذاكرة به عن رحلة حياته وكفاحه، موضحا أنه مارس أعمالا متعددة جمعت بين الحراثة والحصاد والزراعة وتربية المواشي والنجارة والبناء وتجارة الحبوب وطحنها وحذي الخيول وتصنيع السجاد اليدوي.
ولفت المعمر أبو محمود إلى أن الجهد والعمل على مدار سنوات عديدة مكنه من شراء ألفي دونم من الأراضي الزراعية التي أعطاها الكثير من وقته واهتمامه وأورثها لأولاده الذين يصل عددهم مع أحفاده وأولادهم اليوم إلى 175 فردا.
علاقة العم توفيق القوية بالأرض تبدو واضحة عند معرفة طبيعة غذائه المعتمد بشكل أساسي على منتجاتها وخيراتها الكثيرة مع رفضه الأكل الجاهز بشكل مطلق.
ذكريات عديدة تتعلق بحياته الاجتماعية يقصها العم أبو محمود دون إغفاله الحديث عن بطولات الأجداد في معارك الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي والتي عاصر أحداثها في سن الطفولة.
وبين تلك الذكريات والواقع الحالي المعاش يجد العم أبو محمود الذي عاصر قرنين فرقا واختلافا بطبيعة الحياة وتغيرا بالكثير من المفاهيم والأشياء التي كانت تجمع الناس على المحبة ودخول بعض الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا.
ويعلق العم توفيق على ما تعرضت له سورية من حرب بالقول: “الإرهاب لا دين له وعلى الشباب الحفاظ على مؤسسات الدولة ونبذ الفتنة والتفرقة والعمل من أجل التكاتف والتعاضد والصدق والأمانة في التعامل والتوجه إلى الكسب الحلال”.
ورغم تقدم العم توفيق بالسن لكنه كما يبين ولده الكبير محمود ما زال متابعا لأفراد عائلته جميعهم ويقدم لهم النصائح ويدعوهم ليكونوا ناجحين في أعمالهم كونه يرى أن من يقصر بعمله هو عالة على مجتمعه.
وأبو محمود وفقا لولده محمود زرع المحبة في نفوس أسرته وساعدهم بالوصول إلى أهدافهم وله الفضل بتعليم أشقائه وأبنائه فيما تبين زوجة أبو محمود الثانية سعده هنيدي والتي لازمته منذ 50 عاما بعد وفاة زوجته الأولى أن زوجها قدوة للآخرين وتعب كثيرا في حياته وكان يحترم وقته وما زال قلبه إلى اليوم متعلقا بالأرض ومتشوقا للخروج إليها ويدعو أبناءه دائما إلى الاستمرار بالعمل فيها والمحافظة عليها حيث ساعدهم العام الماضي ضمن إمكانياته بقطاف الزيتون وزراعة البندورة.