خدمات متنوعة ضمن بيوت الشباب في جمعية قرى الأطفال (sos) سورية
بنظرات تشع بالأمل والتفاؤل والثقة بالنفس عبرت الشابة حنان اللحام عن سعادتها بوضع خطوتها الأولى على طريق المستقبل فهي اليوم طالبة بكلية العلوم قسم الكيمياء بجامعة دمشق ومنها ستحقق حلمها بالعمل في مجال الصناعة الدوائية واكتشاف عقاقير لمعالجة الأمراض المستعصية.
وفي حديث لها بينت اللحام وهي واحدة من 75 شاب وشابة فاقدي الرعاية الأسرية الذين ترعاهم جمعية قرى الأطفال (sos) انها تمكنت ورفاقها من الوصول إلى مرحلة شبه الاستقلال الذاتي بعد أن تجاوزت أعمارهم 18 عاما، مشيرة إلى أنها عاشت منذ صغرها في قرية الأطفال في قدسيا حيث تلقت مختلف أنواع الرعاية التعليمية والصحية والنفسية من الكوادر المشرفة بالقرية حتى عمر 14 عاما لتنتقل بعدها إلى بيوت الشباب التي ترعاها الجمعية.
وقالت: هناك تابعت دراستي بتفوق لأحصل على شهادة الثانوية العامة حيث تستمر الجمعية برعايتي ودعمي في مختلف المجالات حتى أحقق الاستقلال التام والتخرج والحصول على عمل.
وتصف حنان أجواء قرية الأطفال (sos) بالجو الأسري الذي وفر لهم الرعاية والحنان والمحبة وعوضهم عما حرمتهم منه الحياة، مشيرة إلى أن ما يقدم للأطفال والشباب في الجمعية يمكن وصفه بأنه رعاية متكاملة لبناء شخصية قوية يكون لها دور في المجتمع والمساهمة في بنائه كباقي الافراد.
ولفتت إلى أنها مثلت جمعية قرى الأطفال (sos) سورية مؤخرا في مؤتمر الاستثمار في المستقبل في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2018الذي نظمته مؤسسة القلب الكبير في الشارقة بالامارات العربية المتحدة تحت عنوان (الشباب .. تحديات الأزمات وفرص التنمية).
بدوره يقول الشاب بشار أنه عندما دخل إلى قرى الأطفال كان قد أتم عامه الأول وفقد والديه وكانت الأم البديلة بمثابة الأم الحقيقية التي عوضته الحب والحنان الذي فقده فلقي كل الرعاية والاهتمام وتابع دراسته حتى سن 14 عاما حيث انتقل إلى بيت الشباب، مبينا أن الأجواء هناك لم تكن مختلفة عن سابقتها وهو ما يحفزه مواصلة الدراسة أملا بأن يحقق حلمه يوما ما ويصبح طيارا.
وحول الرعاية والخدمات التي تقدمها جمعية قرى الأطفال (sos) سورية لفئة الشباب بين المنسق الوطني للشباب في الجمعية مهند ميا أن الرعاية التي تقدم لشباب الجمعية تتمم ما قدم لهم في مرحلة الطفولة ضمن الجمعية في قريتي قدسيا والصبورة حيث يقيم الطفل ضمن بيوت بالقرية برعاية الأمهات البديلات من عمر يوم حتى 14 عاما لينتقل بعدها إلى بيوت الشباب وهي مخصصة لرعايتهم حتى سن 18 عاما و التي تفتتحها الجمعية في دمشق وريفها حيث وصل عدد هذه البيوت إلى 6 ثلاثة منها للشابات ومثلها للشباب يقيم بها 49 شاب وشابة ويشرف على كل بيت مشرف أو مشرفة يقيم معهم ضمن البيت ويقدم لهم رعاية أسرية بديلة على اكمل وجه تشمل الجوانب التعليمية والاجتماعية والصحية والنفسية.
ولفت ميا إلى أنه من المتوقع أن تفتتح الجمعية بيتين إضافيين مع بداية العام القادم كما تقدم الجمعية الآن الرعاية لـ 75 شابا وشابة أعمارهم فوق 18 عاما وصلوا إلى مرحلة شبه الاستقلال منهم 25 شابا وشابة في مرحلة التعليم الجامعي والباقي تعليم مهني و تشمل الرعاية مختلف الجوانب المالية والاجتماعية والصحية والتمكين للحصول على فرص العمل أو التأهيل والتدريب من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات والفعاليات الاقتصادية.
وأشار ميا إلى أن الشباب الذين ترعاهم الجمعية من مختلف الأعمار يشاركون في مختلف الأنشطة والمبادرات الأهلية إضافة إلى أنشطة متنوعة تسهم في تطوير مهاراتهم وخدمة مجتمعهم.