شاعر الزجل شفيق ديب يروي عبر “الحفيد” ملامح مشروعه الشعري
عرف شفيق ديب منذ 13 عاماً كأحد أعلام شعر الزجل المعاصر في سورية لما تحفل به تجربته الشعرية من محطات غنية بالمباريات الزجلية على أشهر المنابر الأدبية في سورية ولبنان.
لكن ديب يعتبر عام 2011 والحرب على وطنه “لحظة بدايته” وعن هذه اللحظة يقول: “في عام 2011 دعيت إلى أولى حفلات تابين شهداء وطني ومن بعدها شاركت في العديد منها بمعظم المحافظات حاولت خلالها إلقاء القصائد التي حولت مناسبات الحزن إلى مهرجانات حماس وعنفوان فهذه المرحلة اعتبرها بدايتي وفتحت أمامي أبواباً و رؤى لمرحلة جديدة،” ومن تلك القصائد ما قال فيها: “بالبال بعدك يا وطن طيب.. بالرغم إنك شبت بتشيب.. خليك زارع هالأرض حراس.. ما بيقبلوا ببوّاب متسيب”.
يمتلك ديب مشروعه الشعري الخاص فهو فارس الكلمة على المنابر الزجلية وبالنسبة له الكلمة “فريضة والفريضة التزام.. ما بينمحي عنك إذا بتمحي الدني .. لو كنت بقدر اترك الأيام خام.. بيجوز كنت حكيت كلمة بالسنة” ليمزج كلمته المحكية باللحن الموسيقي والصوت الزجلي لتشكل جميعا هذا المشروع الخاص المسبوك بالصورة الشعرية والمشغولة بفيض عال من الأحاسيس والموسيقا.
وعن هذا المشروع وآفاق المرحلة الجديدة في حياته الشعرية يقول ديب: إنه “يقوم على مزج الكلمة من خلال الشعر العامي الموزون الذي ينظمه مرافقاً بصوته مع عزفه على آلة القانون التي يعشقها لتشكل في النهاية مشروع “القصائد المغناة” من خلال القرص الليزري الذي حمل عنوان “لوبو” وهي بالإيطالية “ذئب” والمتزامن مع إصدار كتابه الثالث الحفيد”.
وعن كتاب (الحفيد) يبين ديب بأنه يحتوي قصائد منتقاة من عام 2014 إلى 2018 وأكثرها غير منشور وبعضها معدل أما القصائد التي قالها في مناسبات عامة فلم يعدلها، لافتاً إلى أن الكتاب عبارة عن قسمين من الشعر العامي الموزون على النمط العمودي وعلى نمط التفعيلة وفيما يخص القرص الليزري “لوبو” فإنه لا يحاول القفز إلى أمكنة يختص بها موسيقيون أو مغنون محترفون بل الوصول إلى مادة جديدة تشبهه ومبنية على الأساس الشعري الموزون بعد سنوات من الاختبار والإسقاطات من فنون عالمية ومحلية ويتضمن 12 قصيدة موزونة ومنها (أول هدية) و(غريب) و(شو صار بغيابك) و (دمعة شاعر) و(بقيت دمشق) التي قال فيها: “بقيت دمشق وفرضت بوجه الألوف.. درع الدروع وأحصنتها وغارها.. وقوس النصر علالها وبلش يشوف.. الكل مكسورين عا أسوارها”.
من وجهة نظر “ديب الشعر” كما يلقبونه فإن سورية تضم ألواناً كثيرة من الشعر الشعبي في المناطق الجنوبية والساحلية والصحراوية لكن لا يوجد فيها لون شعري موحد وإنما لون جميل لكل منطقة على عكس الشعر اللبناني المنظم.
ويقول: إنه يكتب للجمال والحضارة والحرية ويخاطب الإنسانية من خلال أحلامه وعواطفه وفي قصيدة (سبع بواب) يكتب: “من بعد سبع سنين صد ورد.. لازم يكونوا تأكدوا عن جد.. هالياسمينة العرشت بالشام.. وتعربشت عا بواب ما بتنهد.. لو عرضوها للشمس أعوام.. بتضل بيضا وبس ما بتسود”.
يذكر أن الشاعر شفيق ديب من مواليد دمشق 1989 درس إدارة الأعمال وبدأ هاوياً لشعر الزجل والزجالين ليعتلي المنبر الزجلي عندما كان في السادسة عشرة من عمره ويشارك في عام 2010 ببرنامج زجلي على فضائية لبنانية وفي رصيده العديد من المباريات الزجلية وبرنامج إذاعي “زجلنا” وبرنامج تلفزيوني “بين الشطرين”.