مشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق .. عمليات نوعية وسعي للتوسعة
يعد مشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق أحد المراكز الصحية المهمة في سورية التي تجري جميع عمليات جراحة القلب مجانا للمواطنين، إضافة إلى عمليات القثطرة القلبية التشخيصية وتوسيع الشرايين الإكليلية ووضع الشبكات المعدنية والدوائية وتركيب البطاريات الدائمة وزرع الشبكات الأبهرية وغيرها من العمليات النوعية.
ويعتبر المشفى الوحيد من نوعه بحسب الدكتور حسام خضر مدير عام المشفى الذي يجري عمليات جراحة القلب عند الأطفال ويعد المرجعية الوحيدة في هذا المجال على مستوى سورية الأمر الذي أحدث ضغطا عليه وأدى لإعطاء المرضى الأطفال مواعيد بعيدة علما أن الحالات الإسعافية تتم معالجتها بشكل مباشر من خلال فريق طبي متمكن وكوادر تعمل على مدار الساعة.
وفي حديث له بين خضر أن المشفى ينفرد على مستوى سورية والمنطقة بإجراء عمليات تصنيع الصمام الأبهري حيث تم إجراء نحو مئة عملية من هذا النوع منذ تأسيسه ونال جائزة من الجمعية الملكية البريطانية على ذلك، كما يقوم أيضا بعمليات استئصال الصمات الرئوية ونال أيضا جائزة عنها على مستوى آسيا ويجري المشفى حسب الدكتور خضر عمليات استئصال الوريد عن طريق التنظير إضافة إلى عمليات فونتان وسويتش التي تجرى للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب، وكذلك إجراء القثطرة عند الأطفال وعمليات توسيع الصمام التاجي الرئوي بالبالون وإغلاق القناة الشريانية والفتحة بين الأذينتين بالمظلات وغيرها من العمليات الأخرى.
ويؤكد الدكتور خضر أنه رغم تداعيات الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية والظروف القاسية المرافقة لها والتي أدت إلى تسرب عدد من الأطباء ونقص بالأدوية حرص المشفى على مواكبة أحدث المستجدات في مجال جراحة القلب بأرقى المشافي العالمية واتخذ عدة إجراءات للحفاظ على مستوى العمل ونوعيته وتمكن من القيام بعمليات صعبة نوعية على مستوى المنطقة وقد نجح مؤخرا بإجراء عملية تبديل صمام تاجي بصمام ثنائي لسيدة عن طريق التنظير عبر شق جانبي صغير دون أي فتح للصدر وذلك تماشيا مع التوجه العالمي حاليا الذي يركز على إجراء عمليات القلب دون فتح عظم القص والاكتفاء بجرح جانبي.
ويلفت الدكتور خضر إلى انخفاض نسبة الخطورة والانتانات لمثل هذه العمليات إضافة إلى احتياجها لكمية دم أقل كون كمية النزف فيها قليلة مقارنة مع العمليات الجراحية التقليدية إضافة إلى أنه بإمكان المريض العودة إلى حياته الطبيعية بشكل كامل بعد عشرة أيام بدلا من ثلاثة أشهر كما في السابق.
وحول استعانة المشفى بالخبرات الخارجية يشير الدكتور خضر إلى أنه بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية زار المشفى مؤخرا وفد طبي من فرنسا وتم بحث التعاون من أجل إجراء عدد من العمليات كما تم الاتفاق مع وفد إيطالي من مشفى بامبينو أكبر مشافي العاصمة روما لإجراء عمليات مشتركة وخطة لتدريب أطباء سوريين بدمشق أو إرسالهم إلى مركز أبحاث المشفى في إيطاليا وذلك بهدف دعم خبرات أطبائنا واطلاعهم على أحدث المستجدات في هذا المجال.
وبشأن إمكانية افتتاح أقسام جديدة في المشفى قال الدكتور خضر إن المشفى يسعى لافتتاح وحدة خاصة بمعالجة اختلال كهرباء القلب حيث يراجع المشفى عدد كبير من المرضى الذين يعانون من هذه الحالة ويحتاجون لإجراءات تداخلية سريعة ومعالجة عبر القثطرة، إضافة إلى أن المشفى يعمل على إجراء توسعتين من الناحيتين الشرقية والغربية تضمان 76 غرفة لحل مشكلة ضيق المكان إلى جانب أنه تتم حاليا عمليات إعادة تأهيل للطابق الثاني في المشفى لإحداث خمس غرف عمليات و25 سرير عناية سيتم وضعها بالخدمة قريبا وهذا سينعكس على مستوى العمل الجراحي المقدم للمرضى بشكل ملفت.
وأعرب الدكتور خضر عن أمله بإحداث مراكز جديدة متخصصة بجراحة القلب عند الأطفال لحل مشكلة الضغط على المشفى وتسهيل التواصل مع المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية والوسطى وإحداث شعب متخصصة بهذا المجال ضمن المشافي التابعة لوزارة الصحة أو مشافي التعليم العالي، داعيا إلى ضرورة رفد المشفى بأطباء تخدير وأطباء عناية مشددة .
الدكتور محمد وسيم سكري المعاون الطبي في المشفى تحدث عن آلية استقبال المرضى سواء في الإسعاف أو في العيادات والمواعيد التي تعطى لهم وفق طبيعة الحالة المرضية وكيفية متابعة العلاج بعد إجراء العملية سواء في العيادة الجراحية ضمن المشفى أو في العيادات الداخلية بمشفى المواساة الجامعي من قبل الأطباء الاختصاصيين.
وأشارت الممرضة غيداء علي من شعبة جراحة القلب في المشفى إلى الضغط الكبير على الكادر التمريضي جراء النقص الحاصل بعدد الممرضين، مطالبة برفع قيمة الحوافز المقدمة لهم أسوة بفنيي التخدير والفيزيائيين.
وأعرب المريض إبراهيم العيسى من محافظة الرقة عن رضاه على الخدمة الطبية التي قدمت له في المشفى حيث أجريت له عملية لمعالجة فتحة بالقلب منذ نحو أسبوعين، مشيرا إلى أن إجراءات القبول والعلاج كانت جيدة وميسرة وحالته الصحية في تحسن .
وأجرى المشفى وفق أحدث الإحصائيات الصادرة عنه منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر تشرين الأول الماضي 1870 عملية جراحية بينها 600 عملية للأطفال ونحو 3200 حالة قثطرة قلبية و470 حالة توسيع شرايين وزرع شبكات و35 حالة زرع بطارية .
ومشفى جراحة القلب الجامعي الذي افتتح بدمشق عام 1974 أجريت فيه أول عملية جراحة قلب في سورية وتصل نسبة العمليات التي يجريها مجانا بشكل كامل إلى 70 بالمئة و30 بالمئة تتم بأسعار رمزية ويتوفر فيه مخبران للقثطرة القلبية وتسعة أجهزة إيكو و 120 سريراً للمرضى العاديين و15 سريراً للعناية و9 أسرة في شعبة الأطفال وثلاث غرف عمليات للكبار وغرفتان للصغار.