منظمات أهلية

رغم الانتقادات.. “بكرا إلنا” يدرب الأطفال على الميدان الإعلامي

لم تمنع التساؤلات الكثيرة و”الهمز واللمز” إدارة مشروع بكرا إلنا من دخول أطفال المشروع ميدان الإعلام وخوض تجربة الكاميرا والميكروفون، إذا تساءل الكثيرون عن كيفية تعامل طفل بعمر الخمس سنوات مع إعلام أثبتت المعطيات خطورة التعامل معه وبه، إلا أنه وكما يبدو يجتهد المشروع لإخراج جيل قادر على تمييز الخطأ من الصواب والكذب من الصدق عبر منهاج يعطى لمدربي القسم يسهل لهم عملية التعاطي مع الإعلامي الصغير وإيصاله الفكرة الصحيحة بطريقة بسيطة والهدف كما يقول المعنيون ليس إخراج إعلامي نجم بقدر تقوية شخصية وقدرات الطفل في حياته اليومية.

قدرة كبيرة

وللتعرف أكثر على كيفية التعامل مع الطفل الراغب بدخول قسم الإعلام في مشروع بكرا إلنا التقى “البعث ميديا” الدكتور عربي المصري استاذ مادة التحرير في كلية الإعلام ومستشار القسم في بكرا إلنا الذي بيّن أن الإعلام ألحق في “بكرا إلنا” لأهميته وبالتالي أهمية صناعة النجوم الإعلامية واكتشاف المواهب إضافة لتوعية الأطفال لكيفية التعامل مع الإعلام سيما وأنه يستهدف الصغار ممن عايشوا الأزمة، ولأن بعض الإعلام والدوائر السياسية والاجتماعية تدعي وتقول إن الإعلام كان له دور سلبي كبير في الحرب التي شهدتها سورية، فقد كان هدف المشروع مع الإعلام اختيار المواهب وصقلها وتربيتها على كيفية كشف الحقائق، مما لا شك فيه بحسب الدكتور مصري بأن الإعلام براق ومغناطيس جذاب لذلك تم التركيز خلال تدريب الأطفال على العمل الإعلامي أولاً وخلق جيل ناشئ قادر على التعامل مع الإعلام ثانياً بحيث لا يكون إسفنجة تمتص كل ما يحيط  بها من ماء بغض النظر عن نوعيته نظيف أم آسن، بالتوازي مع تنمية قدرات الإعلامي الصغير على اختيار المفيد ونقد كل رسالة يتلقاها، وبما أن الإعلام يحيط فينا كالبحر الإلكتروني يقول مصري : فقد لقي جاذبية كبيرة لدى الأطفال وأصبح الآن بمرحلة متقدمة وتعدينا مرحلة اختيار المواهب ونمتلك اليوم مجموعة من الأطفال المتميزين يتلقون تدريب خاص، إضافة للعمل مع القواعد لاختيار مواهب جديدة واستمرار التشبيك ضمن دوائر مدارس دمشق .

منهاج خاص

وعن منهجية العمل أفاد مصري أنها تعود لإدارة المشروع سواء من المدير أو من مستشاري قسم الإعلام إذ تم التأسيس لعمل منهجي مدروس بدقة، مشيراً إلى أن قسم الإعلام هو الوحيد الذي لديه دليل منهجي تدريبي للمدربين كي يعلموا الأسس التي يجب على قواعدها بناء التدريب العلمي والمنطقي بشكل صحيح وليعلم المدربين ماذا يريد المشروع من هذا التدريب سيما وأن المستهدفين أطفال عاشوا مرحلة قاسية، يقول الدكتور مصري: نستهدف مواهب بغض النظر عن المحيط فيها، فالإعلام براق بالنسبة لها وترغب في أن تصبح من نجوم الإعلام والمشروع يريد أن يصحح الأفكار، خاصة مع وجود أطفال يرغبون بالتسجيل في الإعلام ليصبحوا نجوم ويكسبون الأضواء والشهرة ، نحن نوضح لهم أن الإعلام أعظم من ذلك وهو خدمي يحقق مصلحة للمواطن قبل كل شيء ويحقق المعرفة والمتعة ويساعد الناس في التخلص من المشاكل وكشف من يسيء لها ،والطفل يتلقى هذا عبر عام كامل في نشاط صفي ، ورغم تفضيل الدكتور مصري أن يكون النشاط لا صفي إلا أنه أثنى على كيفية استثمار المدارس من قبل محافظة دمشق ووزارة التربية و وأكد مصري على وجود تجهيزات مقبولة لعمل المدرب الإعلامي .

إعلامي صغير

وأوضح مصري ماهية المنهاج الذي يعطى للمدربين والذي يتضمن أسس التدريب وفي قائمتها تعليم الطفل مفهوم الإعلام وطبيعة العمل الإعلامي ، ووضعه في صورة أن الإعلام ليس مؤسسة محايدة بالتالي فهو ينحاز، وهذا الانحياز ممكن، لكن دون أن يكذب ، يتابع مصري : نعلم الطفل أن الإعلام يكذب ويضلل لكن من الضروري تعليمه كيف يكشف كذب الإعلام وهذا الجزء الأول من التعليم يتم عبر دروس بسيطة وأمثلة وشرح مفصل وسهل، دربنا أكثر من 70 مدرب في المرحلة الأولى – يقول مصري- في هذا العام زاد عدد المدربين الملتحقين الذين خضعوا لاختبارات قاسية “اختبارات شخصية وكاميرا وعمل ميداني و مقابلات كتابية وشفهية ” وذلك بعد دورة استمرت أسبوع حاضر فيها إعلاميين وخبراء وأساتذة في كلية الإعلام منهم عميد الكلية وبعض الدكاترة المختصين بالتدريب العملي لاختيار المدربين بغية الوصول للمدرب الكفؤ لأننا دائما نقوا أن نجاح المشروع يكمن بنجاح المدربين و ركزنا بعد ذلك على التفكير الإبداعي بشكل عام والتفكير بذكاء هذا سيساعد الطفل ليس فقط في الإعلام بل بحياته ومدرسته وأيامه القادمة وبتعامله مع المحيط واندماجه مع أصدقائه فيصبح شخصية مؤثرة حتى لو لم يصبح إعلامي بعدها يدخل ليعرف الخبر والتحليل والتعليق والتقرير ويبدأ بتعلم صناعة هذه الرسالة بأنواعها،كما يتضمن المنهاج وآلية التعليم قسم للإلقاء الإذاعي والتلفزيوني والحواري والتفاعلي بحكم أن الجميع يحب مهنة المذيع ، إلا جانب ذلك أشار الدكتور مصري إلى قسم التربية الإعلامية والذي اعتبره أهم نقطة حيث يركز ويهتم على إعداد الطفل ليتعامل بذكاء مع وسائل الإعلام ، وأبدى مصري تفاؤله بوجود نجوم صغار وستصبح مشعة في سماء الإعلام المحلي والعالمي بعد إعدادها وتأهيلها بطريقة صحيحة.

يذكر إن إدارة مشروع بكرا إلنا اصطحبت أطفال القسم إلى كلية الإعلام وحضروا مع الطلاب وناقشوا وشاركوا في المحاضرة بغية تحفيزهم على المثابرة في الموهبة وتعريفهم بالكلية التي قد يحجزوا يوماً ما مقعداً في مدرجاتها.

البعث ميديا || نجوى عيدة