الشريط الاخباريمنوع

هوكينغ السوري.. من مصاب بالشلل الرباعي إلى إعلامي ناجح

علي المحمود، شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، مصاب بالشلل الرباعي، امتلك إرادة جبارة فحسب، واختار الإعلام مهنة له، بما فيها من تحديات ومغامرات يصعب حصرها، أحبّ أن يخوض غمارها مؤمناً بقدراته حتى شبهه البعض بـ”ستيفن هوكينغ”.

بمساعدة والديه تعلم وتواصل وأثبت نفسه، ولأنه لا يستطيع الكلام بشكل واضح، بعد إصابته بالشلل الرباعي في طفولته، يلجأ إلى طرف يده ليكتب على الحاسوب، لم تتوقع عائلة علي أن يصبح ابنها صحفياً أو أن يكون قادراً على إثبات نفسه، لكن ما كان يعني والديه في الدرجة الأولى، تقديم كل ما باستطاعتهما لولدهما، ولا سيما بعد أن فقدا أخاه المصاب بالمرض ذاته.

يتحدث علي لوكالة سبوتنيك: أذكر دخولي في أول يوم إلى كلية الإعلام، حينها كنت خجولاً إلى حد ما ومستغرباً المكان، دراستي في الجامعة وخاصة الإعلام علمتني الكثير وغيرت شخصيتي، علمتني كيف أكون، وأتفّهم، وكيف أتعامل مع الناس، كانت تحدياً لي وللحياة، وخاصة أني كنت الوحيد الذي تحدى نفسه ودخل الإعلام، ولا ننسى كان دخولي إلى الجامعة في زمن الحرب على سوريا، ومع ذلك لم أكن أضيّع محاضرة بل كنت أستغل كل لحظة.

ويستغرب علي استسهال كثير من الخريجين وممارسي الصحافة لكلمة “إعلامي”، وترديدها هكذا من دون فهم حقيقي لمعناها، ويرى أنها تعتمد على سنوات من الخبرة والتماس المباشر مع الناس، اللذين يتيحان لصاحبهما أرشيفاً من المعارف والمعلومات، ويضيف: “صحيح أنني تخرجت من كلية الإعلام بعد أربع سنوات من الدراسة، ولكن الإعلامي لن يكون إعلامياً إذا لم يمارس المهنة فيمتلك أرشيفا كبيراً من المعلومات والثقافة، لن يصبح إعلامياً اذا لم يكن قريباً من الناس، فالخبرة والأرشيف هما الأهم لدى الإعلامي الجيد، لذلك أقول عن نفسي صحفي”.

يسعى علي حالياً لتطوير موقعه الإلكتروني “نيوزبيردس”، الذي عمل فيه 17 شخصاً بين محررين وغيرهم، والذي يهتم بنقل الأحداث الإخبارية المحلية والعربية والعالمية بشكلٍ يومي مع مراعاة المهنية والمصداقية والسرعة، وهو يستعد أيضاً لإخراج فيلم وثائقي، إضافة إلى دراسته للهندسة المعلوماتية، لكن كيف يتعامل بعد ما وصل إليه من إنجازات مع الفكرة شبه السائدة في المجتمع عن ذوي الاحتياجات الخاصة أو “الإعاقة” كما يتكرر دائماً؟

يقول علي: كثير من الناس تنظر إلى ذوي الإعاقة بنظرة غير صحيحة، ومنهم من يسيء لهم بلفظة “معاق” دون معرفة معناها، ذوو الإعاقة ليسوا مرضى بمرض موحد ونوع موحد فقط بل هناك فروق، فهناك الذكي القادر على التعلم والنجاح، وهناك المهني القادر على العمل بمهنة معينة، فهناك فرق بين إعاقة وأخرى، فمثلاً إعاقة التخلف العقلي هي مختلفة تماماً عن إعاقة الشلل الدماغي، لكن بالعموم الأشخاص ذوو الإعاقة هم بشر، المعاق إنسان كأي إنسان، لكنه يحتاج إلى المساعدة، يمكن أن نسميها مساعدة خاصة، لكن مع ذلك الإنسان يحتاج إلى مساعدة الآخر بعض الأحيان ولو كان سوياً، نظرة الناس لذوي الإعاقة يجب أن تكون نظرة إنسان لنظيره في الإنسانية، عندما يتحدث معي شخص عن وضعي وحياتي لا أحزن، لأنه لا بد أن أتحدث وأسمع عن هذا الأمر، ولا بد لي كصحفي أن أتعامل وأتفّهم هذا الموضوع.