الأديب حنا مينه في مكتبة الأسد
تقديراً لمسيرته الأدبية الحافلة التي أغنت المكتبة العربية برصيد ثمين من أعماله الروائية احتفلت وزارة الثقافة ضمن فعاليات يوم الثقافة بالراحل الكبير حنا مينه حيث أقامت معرض كتب لنتاجه الأدبي إضافة إلى عرض فيلمين الأول بعنوان (الريس) تأليف وإخراج نضال قوشحة والثاني (الشراع والعاصفة) للمخرج غسان شميط وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتضمن المعرض روايات عديدة لمينه منها الشراع والعاصفة والمرصد والرجل الذي يكره نفسه والجسد بين اللذة والألم ونهاية رجل شجاع التي تحول البعض منها إلى أعمال درامية وسينمائية، إضافة إلى دراسات حول إبداعه منها (ملامح من حنا مينه) لصياح الهجيم و(رسم الشخصيات في روايات حنا مينه) لفريال كامل سماحة و(حنا مينه حارس الشقاء والأمل) لنذير جعفر وغيرها الكثير.
ولفت مدير عام مكتبة الأسد الوطنية إياد مرشد إلى أن الراحل حنا مينه قامة ثقافية كبيرة أغنت المشهد الثقافي السوري بأعمال روائية مهمة التي نقل بعضها إلى الشاشتين الصغيرة والكبيرة حيث خصصنا هذا اليوم لتكريمه من خلال الإنتاج الإبداعي وبعض الدراسات التي تناولت أدبه إضافة إلى عرض أعمال سينمائية.
أما فيلم الريس فيتناول على مدى 28 دقيقة مسيرة حياة الروائي مينه وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ويصنف ضمن نمط الديكودراما (الوثائقي والروائي).
وقال كاتب فيلم الريس ومخرجه نضال قوشحة في تصريح له: “الراحل مينه هو اسم كبير في عالم الأدب والفكر السوري حيث كان لي الشرف بإنجاز هذا الفيلم فقمت بإدخال تفاصيل لم يسبقني اليها أحد نظراً لعلاقتي به التي تمتد لسنوات عديدة ومنذ زمن كان لدي هاجس أن أساهم بتكريمه خلال حياته واستشهد بمقولة للشاعر الكبير نزار قباني أنه عندما يموت مبدع كبير (كأن كوكبا خرج عن مداره) “.
ولفت قوشحة إلى أن هذا الفيلم هو الثالث له ضمن هذا النمط السينمائي بعد أن قدم فيلماً بعنوان (جورج لطفي الخوري) من إنتاج مؤسسة السينما وفيلم (أيقونة الفرح) عن الفنانة صباح ضمن القطاع الخاص وهو الآن بصدد التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن الفنان الكبير صباح فخري إضافة إلى أسماء كبيرة أخرى في مختلف المجالات الإبداعية.
أما الفيلم الروائي (الشراع والعاصفة) الذي عرض اليوم فهو مقتبس عن رواية مينه الشهيرة ويجسد مرحلة تاريخية مهمة عاشها الشعب السوري إبان الحرب العالمية الثانية وانتهت بانتزاع الاستقلال من المستعمر الفرنسي وهو يتحدث عن حكاية وطن ويتناول المجتمع السوري المتنوع والغني ويتحدث عن علاقة الصيادين بالبحر وطبيعة عملهم القاسية.
يشار إلى أن حنا مينه رحل عن عالمنا في الحادي والعشرين من آب الماضي وهو من مواليد مدينة اللاذقية عام 1924 وعمل بمهن مختلفة في مطلع صباه وشبابه وفي كتابة العرائض والمقالات والأخبار للصحف في سورية ولبنان قبل أن يبدأ مسيرته مع الأدب مع رواية المصابيح الزرق تلاها نحو أربعين رواية.
وساهم مينه مع مجموعة من الكتاب في سورية عام 1951 بتأسيس رابطة الكتاب السوريين ولاحقاً اتحاد الكتاب العرب واتسم أدبه الروائي بارتباطه بالواقعية والتماهي مع عالم البحر وشخوصه.