على مسرح الحمراء.. عرض مونودرامي “امرأة وحيدة”
تغلبت الفنانة أمانة والي على الإعداد المتواضع لنص (امرأة وحيدة) لداريو فو وفرانكا راما مقدمة جهداً لافتاً بأدائها للمونودراما التي تعرض على مسرح الحمراء مفتتحة بأغنية (عيون بهية) للمطرب الشعبي محمد العزبي على عكس ما بدا عليه العرض الذي حافظ على خيار اللغة العربية الفصحى بترجمة دون المستوى جعلته بعيداً عن روح المسرح الشعبي الذي عمل عليه كل من الثنائي الإيطالي مستفيدين من طاقة الإرتجال وكوميديا ديلارتي.
التجربة التي أخرجتها نسرين فندي لصالح المسرح القومي بدت بعيدة عن فن الإنشاء الدرامي وعن تقديم النص ضمن الظرف السياسي والاجتماعي والثقافي للجمهور لتكون أقرب إلى عرض القراءة الذي عملت عليه فندي منذ 2012 في مشروعها “حرف” للقراءة المسرحية.
فعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته الفنانة والي في تجسيد شخصية امرأة إيطالية تتكلم العربية الفصحى بطلاقة فيسجنها زوجها في البيت مع تحرشات شقيقه المقعد بعد اكتشافه لخيانتها له مع شاب صغير في العمر إلا أن العرض عانى من الالتصاق بالنص كما يقول أنطونان آرتو.
وزادت صعوبة الفنانة والي مع توسيع المخرجة للمساحة التي لعبت عليها الممثلة دون التخفيف منها عبر الديكور أو الإضاءة فظلت إنارة دون أبعاد دلالية ما رتب أعباء إضافية على الممثلة لملء كامل مساحة الفضاء الشاسع لخشبة الحمراء والحفاظ على حذافير ترجمة نص صاحب جائزة نوبل الذي جعل من نصه مع شريكته فرانكا راما ذريعة لمواجهة باسلة مع قيم المجتمع البطرياركي الأبوي في إيطاليا وعبر شجاعة فنية وجرأة اجتماعية بكسر وتحطيم أقفاص التقاليد والروحانيات والقوانين والخرافة التي تقف ضد حقوق المرأة وتجعلها مجرد غرض منزلي إلى جانب الثلاجة والغسالة والمكواة.
يذكر أن عرض (امرأة وحيدة) من إنتاج وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا” ومخرج مساعد مرح سعيد وإضاءة ريم محمد وتصميم مكياج وأزياء سهى العلي وتصميم لوحة الأفيش ضحى الخطيب ومساعد إضاءة عماد حنوش وتنفيذ الصوت إياد عبد المجيد وكوافير طارق عيسى ومدير منصة محمد متولي وخدمات تحريك ديكور سامر لوباني.