لافروف: تصرفات واشنطن في شرق سورية غير قانونية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات الولايات المتحدة في شرق سورية غير قانونية وتثير قلق موسكو.
ونقلت وكالة نوفوستي عن لافروف قوله في لقاء على قناة روسيا 1 :”على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول تقديم وجودها وتصرفاتها في سورية على أنها مؤقتة غير أنه لا يخفى على أحد أن كل ما يجري على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكا واضحا للقرارات الدولية المعلنة التي تشدد على وحدة أراضي سورية”.
وأوضح لافروف أن الاميركيين الذين ينشرون قوات خاصة ومستشارين في شرق الفرات يلعبون لعبة خطرة للغاية تتعلق بـ “الأكراد” متناسين أن هذه المسألة ملحة ولها حساسية للعديد من الدول وليس فقط في سورية بل في العراق وإيران وبالطبع تركيا.
ولفت لافروف إلى أن “الأميركيين منخرطون في محاولة لتشكيل “هياكل شبه حكومية” في شرق سورية وضخ مئات الملايين من الدولارات هناك “مشيرا إلى أنهم في المقابل يرفضون إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم قال في مؤتمر صحفي في الخامس عشر من تشرين الأول الماضي حول الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية شرق الفرات وإجراءاتها مع ما تسمى “الإدارة الذاتية الكردية” أن “كل هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرب النفسية ونحن لا نعترف بها ولا نقيم لها وزنا وحتى ما يقال عن قواعد أمريكية فأنا أقول بكل صدق بعد إدلب هدفنا شرق الفرات وعلى الاخوة هناك إن كانوا عشائر أو من الاخوة الأكراد أن يقرروا ماذا يريدون في المستقبل لكن تحت شعار عودة السيادة السورية إلى كل الأراضي السورية وهذا الأمر ناضل شعبنا من أجله ولن نتخاذل تجاه تنفيذه”.
وتابع وزير الخارجية الروسي: “أصبح من الواضح أن الدول الغربية وعلى امتداد سنوات طويلة لم تقدم استراتيجية بناءة او اقتراحات مقبولة بديلة لتلك التي حددتها الدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” في أستانا فيما يخص محاربة الإرهاب في سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين وتقديم المساعدات الإنسانية وبناء العملية السياسية في البلاد”.
وفي السياق نفسه أشار لافروف إلى “أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس ايرس على وضع المزيد من الخطوات لمنع انتهاك اتفاق إدلب الموقع في سوتشي وذلك في ضوء عدم التزام الإرهابيين به”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين في بوينس ايرس بالارجنتين أمس عن قلق بلاده تجاه الأوضاع في إدلب لافتا إلى أن النظام التركي لا ينفذ جميع التزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب مؤكدا أن الجهات الروسية تعمل على تنفيذ هذا الاتفاق فى أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك أعرب لافروف عن استعداد روسيا لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة حالما تكون واشنطن مستعدة لذلك لافتا إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أكد لمساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الجانب الأمريكي يرغب في استئناف الحوار وتطبيعه.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد التقى نظيره الأمريكي مايك بومبيو في قمة مجموعة العشرين نفى لافروف ذلك وقال: “لا بطبيعة الحال لم أطارده فهو لم يقترب مني.. وبصراحة لا أعرف حتى ما إذا كان هناك أم لا لأنني لم أر الوفد الأمريكي بأكمله”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه ليس من المعلوم بعد موعد الاجتماع المقبل بين بوتين وترامب وقال: “لن أخاطر بتخمين ذلك ولا استبعد أن يكون حادث مضيق كيرتش الذي وقع الأحد الماضي مجرد ذريعة لالغاء اجتماعهما في بوينس إيرس”.
وكانت السفن الحربية الأوكرانية/بريديانسك/و/نيكوبول/و/ياني كابو/التي كانت تحمل على متنها 24 عسكريا خالفت المادتين 19 و21 من اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار وانتهكت الحدود الروسية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ودخلت المياه الروسية من خلال مرورها من البحر الأسود الى بحر ازوف عبر مضيق كيرتش وقامت بمناورات خطرة بضع ساعات ولم تستجب لمطالب الزوارق والسفن الروسية ما أدى الى احتجازها.
وتابع لافروف: “لست ممن يؤمن بنظريات المؤامرة وكل أنواع التكهنات التآمرية لكن كان هناك في الآونة الأخيرة الكثير من الأحداث والصدف حيث يجري عشية كل حدث كبير نوع من الاستفزاز ليتم على الفور استغلاله واستخدامه لتصعيد لهجة العقوبات”.