أول فيلم سوري بقي كاملاً لجمهور السينما.. تحت سماء دمشق
أتيح لجمهور السينما في دمشق اليوم متابعة ثاني الأفلام الروائية التي قدمتها السينما السورية عبر فيلم “تحت سماء دمشق” إنتاج سنة 1932.
الفيلم الذي عرض بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة بمبادرة من مشروع “مدى” الثقافي هو من إخراج السينمائي الرائد اسماعيل أنزور وتكمن أهميته في توثيقه لدمشق خلال تلك الفترة بشوارعها وساحاتها وحياتها الاجتماعية وعلاقاتها الإنسانية.
وخلال ندوة عقبت عرض الفيلم أوضح محمود عبد الواحد مستشار وزير الثقافة أن “تحت سماء دمشق” جزء من تاريخنا الثقافي والفني فالسينما السورية قديمة مثل نظيرتها المصرية ولكن تاريخها عانى من انقطاعات مشيراً إلى فيلم “المتهم البريء” وهو أول إنتاجات السينما السورية عام 1927 والذي لم تبق منه سوى دقيقتين مؤكداً الحاجة لمعرفة تاريخنا السينمائي والصعوبات التي تعرض لها الرواد الأوائل كي يقدموا شيئا جميلا لسورية من خلال هذا الفن.
المخرج الشاب يزن نجدت أنزور لفت إلى أن فيلم “تحت سماء دمشق” صامت وقام بتنفيذه فريق من أوائل الأكاديميين السوريين الذين درسوا السينما في زمن كانت فيه سورية ترزح تحت نير الاحتلال الفرنسي.
وشاءت الظروف كما بين أنزور أن يتزامن عرض فيلم “تحت سماء دمشق” مع عرض فيلم مصري ناطق للمرة الأولى مما جعل جمهور السينما يعرض عنه ليشاهد الفيلم المصري إضافة لإيقاف سلطات الاحتلال عرض الفيلم لأنهم لم يرغبوا بقيام حركة ثقافية في البلاد مشيرا إلى أن إسماعيل أنزور توجه بعد هذه التجربة لإخراج الأفلام الوثائقية الحربية ولا سيما بعد استشهاد شقيقه جواد على أرض فلسطين في حرب عام 1948.
الناقد السينمائي نضال سعد الدين قوشحة أوضح أن “تحت سماء دمشق” اتجه عبره أنزور بالتجربة السينمائية السورية بشكل ناضج وأكاديمي فألف نصا روائيا اسمه “تحت سماء دمشق” يحكي عن موضوع الغيرة بين الرجل والمرأة محاولا تجاوز المطبات التي وقع فيها فريق فيلم “المتهم البريء” كما تعاون مع مديري تصوير تركي وإيطالي وصورت معظم مشاهد الفيلم في القصر الذي كان يعيش فيه الأمير عبد القادر الجزائري في دمر البلد مبينا أن تكلفة إنتاج الفيلم بلغت 400 ليرة ذهبية ولم تستطع إيرادات الفيلم تحصيل سوى ربع هذا المبلغ بسبب منافسة الفيلم المصري الناطق.
ريما الشعار مديرة فريق “مدى” بدمشق أوضحت أن هذه الفعالية هي الثامنة في مجال السينما وتتضمن محاضرة مع عرض للفيلم .. أول فيلم سوري بقي كاملا تم تصويره في منطقة الحجاز والمتحف الحربي ورغم كونه صامتا إلا أنه يوثق لتلك المرحلة وما فيها من صالونات وحفلات راقصة تعكس حقيقة المجتمع الدمشقي إبان تلك الفترة.