ثقافة وفن

الدمشقية حتى العظم.. الأديبة سهام ترجمان

ارتبط اسمها بمدينة دمشق ولا سيما بعد أن وضعت كتابها الشهير “يا مال الشام” الذي يحكي عن دمشق القديمة بتراثها وعاداتها وتقاليدها ويعبر عن اعتزاز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها في كل إصداراتها ومحاضراتها والتي نضحت بحبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى.

لابنة حي العمارة الدمشقي الفضل في صون العديد من الأحياء الدمشقية القديمة إضافة إلى نجاحها الكبير كرائدة وقائدة حملات في الحفاظ على العمارة الدمشقية العريقة وهي من تقول: من يبحث في تاريخ دمشق يجد أنها قد عرفت قبل غزو الاسكندر بكثير فهذه المدينة موجودة منذ الألف الثاني زمن الفراعنة وزمن المماليك الآرامية في الألف الأول قبل الميلاد.

ونشأت صاحبة كتاب المعتزلة والتي نالت عليه شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري في بيت شعبي أصيل ساهم في تشربها للبيئة الدمشقية التي أحبتها وعملت على تجسيدها في مؤلفاتها وأعمالها الأدبية الإبداعية.

ونالت الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق ثم قدمت برنامج الجندي في إذاعة دمشق وهو برنامج ثقافي قدمته لفترة طويلة وكان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها إضافة الى عدة برامج منها المرأة..القوات المسلحة ..حماة الديار.

أثناء الوحدة مع مصر قامت بمهام صحفية كثيرة ودخلت عالم الصحافة المكتوبة عن طريق مجلة الجندي العربي حيث عملت محررة ومن ثم نائبا لرئيس التحرير إضافة إلى كونها رئيسة تحرير مجلة فلاش التي صدرت باللغة الإنكليزية عن الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة وهي عضو في جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتاب العرب.

مسيرتها الأدبية التي امتدت لعشرات السنوات أغنت من خلالها المكتبة السورية والعربية بإصدارات أدبية متنوعة كان أهمها كتابها الوثائقي الذي حمل عنوان “رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي” والذي كتبته بعد استشهاد زوجها النقيب فؤاد محفوظ بحرب تشرين التحريرية عام 1973 إضافة إلى “جبل الشيخ في بيتي و رواية آه يا أنا ورسائل الاميرة زينب الحسنية إلى الرائدة الشامية ماري عجمي” وآخر كتبها “المعتزلة”

وعندما تعرضت البلاد لعدوان الخامس من حزيران عام 1967 خافت على دمشق بكل جوارحها وراحت تكتب وتسجل ما يعتريها من خواطر دمشقية أصيلة مثل “العرس الشامي .. السيران.. الأمثال الشعبية.. السهرات.. الولادة والطلق” كما القت العديد من المحاضرات عنها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الإنكليزية من قبل المستشرقة الأمريكية البروفيسور الدكتورة أندريارو أستاذ علم الانتربولوجي والسيسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك ويقع في ثلاثة مجلدات وقد صدر منه جزء ثان مؤخرا.