ثقافة وفن

رومنس سعيد موهبة جديدة في الرسم.. ترث أدوات جدها وتبدع

موهبة شابة تخط بصمتها في عالم الرسم والزخرفة مستخدمة أدوات يعود تاريخها لأكثر من 50 عاما حافظت عليها لتبدع أجمل اللوحات الفنية والزخرفية وصناعة أدوات الزينة.

رومنس سعيد ابنة مدينة حلب لم تساعدها الظروف لدخول كلية الفنون الجميلة التي كانت تحلم بدراستها بهدف تعلم مراحل الرسم والفنون وإتقانها فدرست “الأدب العربي” في جامعة حلب إلا أنها وجدت في وقتها متسعا لتمارس موهبتها.

الشابة تحدثت عن أدواتها التي ورثتها عن جدها عقب وفاته حيث كان رسام كاريكاتير وبورتريه فكانت بالنسبة لها أغلى ما تملك وقطعت عهدا على نفسها أن تكرس كل طاقتها من أجل تطوير موهبتها وإكمال طريق جدها في الرسم والوصول إلى حلمها بأن تصبح فنانة لها بصمتها الخاصة.

تقول رومنس: “عندما كنت صغيرة كانت الألوان والورق والرسم شغفي وبعد التحاقي بالمدرسة جذبت قدراتي وخفة يدي وما خطته من رسومات كادر المدرسة فنلت اهتمامه وأصبحت محط تشجيعه وتحفيزه لأشارك ولأكثر من عام بمسابقة رواد الطلائع الخاصة بالرسم ومثلت مدرستي على مستوى المحافظات وفي كل مرة رفعت اسم مدرستي قبل اسمي عاليا”.

ومع تقدم الوقت أولت رومنس موهبتها الاهتمام دون اعتمادها على أحد فلجأت إلى الكتب الخاصة لتتعلم مبادئ الرسم وتابعت القنوات التعليمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع التدريب العملي المستمر على الرسم لتدفع بموهبتها نحو الارتقاء وتحسين مستواها في الرسم إلى أن استطاعت ترك بصمتها الخاصة بالإبداع والتميز.

انطلقت رومنس بمسيرة الفن لترسم أكثر من لوحة تنوعت بين الزخارف الإسلامية والهندسية والمناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة وتخطيط الأسماء وتزيين البلور والفخار والأحجار بالرسم عليها كما سعت إلى إنجاز مشروع خاص بها يتجلى بصناعة أغراض الديكور كصناديق الخشب والاكسسوارات والانتيكا.

وبالرغم من اللوحات المتنوعة التي رسمتها الشابة والتي كان آخرها تجربة جديدة برسم لوحات ثلاثية الأبعاد إلا أنها فضلت الاختصاص برسم “الماندالا” وهو نوع رسم يعتمد على الرموز الهندسية وتوسعت به وطورت قدراتها بالممارسة والتدريب إلى أن ملكت الخبرة بهذا النوع من الرسم.

أدوات الرسم كانت بالنسبة للشابة في بداية مشوارها بسيطة وهي نفسها التي استخدمتها في المدرسة لكن عندما تمكنت من تنمية قدراتها بدأت باستخدام أدوات جدها وسعت لمواكبة طرق وأساليب الرسم الحديثة فرسمت التظليل بقلم الرصاص ومن ثم بألوان الخشب وألوان الباستيل والسوفت باستيل والمائي.

الموهبة لا تقف عند الرسم بالنسبة لرومنس فصنعت الأعمال اليدوية من خلال إعادة تدوير الأشياء القديمة أو قليلة الاستخدام والأدوات المركونة جانبا التي لا يستفاد منها فشكلت حوض أسماك للزينة من علبة أحذية قديمة واستعانت بفن “الأوريغامي” وهو ما يعرف بطي الأوراق الملونة وصممت نماذج متنوعة يمكن الاستفادة منها في زينة المنازل.

ولا تنكر رومنس دور أهلها في تشجيعها على الرسم والمشاركة في الفعاليات المقامة داخل وخارج المحافظة وتوفير ما يلزم من أدوات ومستلزمات تساعدها على متابعة طريقها في عالم الرسم وبالرغم من ضيق الوقت بسبب دراستها وواجباتها الجامعية إلا أنها لا تترك فرصة تفوتها لإثبات نفسها وتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة مشهورة تمثل وطنها عربيا وعالميا.