موهبة فنية واعدة تبحث عن رعاية.. رسام الكاريكاتير عبد الله العبيد
قلة هم من يرسمون الكاريكاتير في محافظة الحسكة لأسباب كثيرة غير متوافرة في العديد من الفنانين أهمها امتلاك من يلج بحر هذا الفن ملكة إبداعية وأدوات تمكنه من الإبحار فيه بأمان والوصول إلى الوجهة التي يريد إضافة إلى سرعة البديهة والقدرة السلسة على تسخير القلم أو الريشة خدمة للفكرة المراد إيصالها إلى الجمهور بأسلوب لا يخلو من الطرافة في تصوير الحالة.
الفنان الشاب عبد الله عكلة العبيد هو واحد من هؤلاء القلة حيث سخر موهبته الفنية والإبداعية في رسومات كاريكاتيرية هي انعكاس لرؤيته الفنية تجاه الواقع المعيشي وهموم المواطنين والوطن إلا أن موهبته الفنية الواعدة لم تلق الرعاية وبقيت غزارة إنتاجه الإبداعي ورسوماته المتراكمة عبر السنين طي النسيان في أدراج طاولة مرسمه علها تجد يوما جهة ترعاها لتبصر النور في معرض فني يحمل اسمه ويستطيع من خلاله التواصل المباشر مع جمهور المحافظة.
وقال العبيد: أنا من مواليد الحسكة عام 1988 خريج معهد إعداد المدرسين اختصاص مادة الرسم وحبي للفن سبق دخولي المعهد بكثير حيث كنت أرسم بأقلام الرصاص والحبر البورتريه والوجوه والشخصيات وأثناء دراستي مادة الرسم بشكل علمي تطورت تجربتي الفنية وبالوقت ذاته تحدد توجهي الفني باتجاه رسم الكاريكاتير ومن ذلك الوقت وأنا أرسم هذا النوع من الفن وأقوم بتخزين ما أرسمه لعلي استطيع يوما أن أضمن هذه الرسومات في معرض خاص بي.
العبيد الذي اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر رسوماته ولقاء جمهوره يوضح أنه تواصل مع الجهات المعنية بالشأن الثقافي والفني في المحافظة خلال السنوات السابقة بهدف رعاية موهبته وتضمين جزء من رسوماته ضمن المعارض المشتركة التي كانت تقام إلا أنه لم يلق التشجيع والرعاية لذلك.
ويضيف الفنان الشاب: أحتفظ بجميع رسوماتي وأقوم أحيانا بنشر جزء منها على صفحتي عبر موقع الفيس بوك فقد وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي ضالتي فهي الحائط الذي أستطيع أن أسند عليه رسوماتي والبوابة التي من خلالها أتواصل مع الفنانين والجمهور الواسع داخل وخارج سورية وأتلقى عبرها الملاحظات التي تزيد من عمق تجربتي في هذا المجال.
أما الفرق بين الفن التشكيلي والكاريكاتيري بحسب الفنان العبيد أن الأول يعالج رؤى فنية وقضايا جمالية من منظوره الخاص بينما يعالج رسام الكاركاتير عبر رسوماته قضية معينة غالبا ما تكون آنية تعبر عن رؤيته الخاصة في إطار تطلع الجماهير لها بهدف إيصال رسالة ذات أهداف ومواضيع مختلفة.
وحول النهج الذي يتبعه في رسوماته يقول: أحاول الابتعاد عن التشخيص والتجريح في تناول أي موضوع أو أثناء رسم أي شخصية وأسعى إلى تسليط الضوء على مواضيع عامة تهم شريحة واسعة من أبناء المجتمع كما أبتعد عن التصوير المباشر وأدخل في الرسم جانب الطرافة المحببة لدى المتلقين وأعالج الأفكار التي تنتج عن مشاهداتي اليومية أو ما هي انعكاس لواقع حياة الناس ومفرزات الحرب التي تشن على سورية أو المواضيع الطارئة التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي.
ويرى الشاب العبيد أن من يريد خوض غمار الرسم الكاريكاتيري لا بد له من امتلاك عنصرين أساسيين هما موهبة الرسم وسرعة البديهة التي سيحتاجها لتوظيف الفن في خدمة الفكرة وأن يكون لسان حال مجتمعه موضحا أن قدوته في هذا الجانب الفنان الراحل ناجي العلي الذي اغتالته يد الإرهاب الصهيوني المجرم نتيجة مواقفه المشرفة وفنه الملتزم ورسوماته التي عرت المجرمين على الساحة العربية والدولية والتي كان لها أثر لا يقل إيلاما عن أثر أي رصاصة مقاومة للمحتل.