أعراض تدل أن حليب البقر خيار غير مناسب لطفلك
قد لا تمر فترة انتقال الرضيع من حليب الأم إلى الحليب المجفف أو البقري بسهولة خاصة في حال أظهر جسم الصغير حساسية تجاهه أو عدم تحمل له وهنا يوصي الأطباء الأم بالبحث عن بدائل ومنحه أغذية خاصة.
طبيب الأطفال الدكتور “عبد المطلب السح” أوضح أن الحليب غذاء رئيسي للطفل تقل أهميته مع التقدم بالعمر ودخول عناصر غذائية أخرى، مشددا على ضرورة الاعتماد الكامل على الإرضاع الطبيعي خلال الأشهر الستة الأولى من عمره والاستمرار به مع إضافة الأغذية التكميلية حتى بلوغه العامين.
ويشير “السح” إلى وجود حالات تستدعي إعطاء الأطفال حليبا مجففا أو بقريا إلى جانب الإرضاع الطبيعي لكن بعضهم يظهرون حساسية تجاهه تبدو على شكل أعراض هضمية منها القيء والإسهال وهو ما يعرف طبياً بعدم تحمل اللاكتوز.
ويوضح طبيب الأطفال أن الحساسية تجاه حليب الأبقار تنجم عن رد فعل مناعي مركزه جهاز الهضم تجاه بروتين اللاكتوغلوبين الموجود في الحليب، مبينا أن أعراض التحسس لا تظهر في المرة الأولى التي يشرب فيها الطفل حليب البقر أو الصناعي لكن خلالها يتعرف الجسم على البروتين المحسس وينتج أضدادا خاصة به وفي المرات التالية تتفاعل هذه الأضداد مع المادة المحسسة فتظهر الأعراض.
وتعتمد شدة الأعراض وفقا لـ”السح” على موعد إعطاء الطفل الحليب البقري أو الصناعي فتلاحظ خاصة عند البدء بفطام الطفل وتزداد كلما قل عمره ما يؤكد أهمية الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها حتى نهاية الشهر السادس من العمر والاستمرار بها حتى عمر السنتين.
وتختلف الأعراض حسب الطبيب من طفل لآخر فتتراوح بين بسيطة تمر دون ملاحظة الأهل ومتوسطة تظهر على شكل أعراض هضمية خفيفة وشديدة تتجاوز في تأثيرها الجهاز الهضمي إلى أجهزة الجسم الأخرى فيترافق عندها برفض الصغير لشرب الحليب والألم وحدوث القيء والإسهال يتبعه تجفاف وشحوب وتعب وإرهاق وبرودة الأطراف وضيق التنفس.
ورأى “السح” أنه ليس من السهولة تشخيص الحساسية تجاه حليب البقر والمفتاح الأساسي للتشخيص تعاون الأهل ودقة ملاحظتهم لحالة طفلهم من خلال ربط تغذيته مع ظهور الأعراض لديه وتغيير الحليب المستخدم ومراقبة التغيرات ثم الرجوع إليه من جديد وقد يطلب منهم إجراء بعض الفحوص المخبرية.
وعن تدبير هذه الحالات يوصي الاختصاصي بضرورة الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط وإيقاف جميع الأغذية التي تحتوي حليب البقر وإعطاء الطفل حليبا خاليا من البروتين البقري مع الاهتمام بالأغذية الأخرى كاللحوم والبيض والحبوب والخضار والفاكهة، مبينا أن العلاج قد يستمر عامين وعند انتهاء هذه المدة يمكن إدخال حليب البقر بكميات قليلة إلى غذاء الطفل وملاحظة ظهور أي ردود أفعال ثم زيادة الكمية تدريجياً.