الزجاج اليدوي.. صناعة فينيقية ودمشق أول من نفخه
اشتهرت دمشق بالعديد من الصناعات ومنها الزجاج وبها ضرب المثل “أرق من زجاج الشام” لجمال ورقة وعراقة هذه الصنعة التي كانت بضائعها الأكثر رواجا مع أوروبا حتى القرن الخامس عشر .
ولا يزال الدمشقيون رغم الآلات الحديثة التي دخلت على صناعة الزجاج يحافظون على الأسلوب التقليدي في صناعته ويقول أحمد نويلاتي صاحب إحدى ورشات صناعة الزجاج في سوق المهن اليدوية بدمشق: “بين الرمل والنار تمتد حكاية هذه الحرفة وسر نجاحها في النفخ والتشكيل اليدوي لتأخذ الشكل المطلوب لأن الحرفي ينفخ فيها من روحه”.
ويشير نويلاتي إلى أن جذور صناعة الزجاج الدمشقي تمتد إلى الفينيقيين أول من صنعه، لكن دمشق كانت أول من نفخه ضمن أفران أجورية بسيطة لتنتج أنواع الزجاج التي ما زالت تحتفظ بألقها رغم التطور التكنولوجي والصناعي.
ويوضح نويلاتي أن محله يستقطب الكثير من الزوار الذين يستمتعون برؤية طريقة إنجاز القطعة الزجاجية شارحا مراحل صناعتها حيث يتم عادة صهر الرمل بدرجة حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية ليتحول الى زجاج. فيما يستخدم حاليا بقايا الزجاج المكسور كمادة اولية حيث توضع في فرن 24 ساعة لتشكل عجينة ويأخذ منها بأنبوب كروم وينفخ ليتم تشكيلها ثم تعاد إلى الفرن بدرجة حرارة 600 درجة وبعدها تبرد لتكسب قساوتها ويتم تلوين الزجاج بإضافة ملونات الى الخلطة الأساسية في الفرن.
وتركزت معامل صناعة الزجاج في السبعينيات حسب نويلاتي في منطقة باب شرقي وكان في دمشق 17 مشغلا أما اليوم فيوجد بضعة أفران أغلبها في سوق المهن اليدوية .
وأكد نويلاتي أهمية استمرار هذه الصنعة على الرغم من تراجع تسويقها لأنها جزء من إرث دمشق وتاريخها.